يوسف الجوكر يكتب: رجال في زمن المحنة

رجال في زمن المحنة
كانت الحرب بين الجيش والدعم السريع صدمة لكل السودانين وكل انسان صدم من حيث استيعاب المحصلة النهائية لهذه الحرب فهي خسارة للشعب السوداني
قلت كانت الحرب وذهبنا الي القضارف وكانت وجهتنا امانة حكومة ولاية القضارف ريثما نرتب اوراقنا مجموعة من الصحفين والنظامين وقيادات المجتمع من اهل الحل والعقد من ولاية الجزيرة الشريف عمر يوسف الهندي وياسر ضيف الله واحمد حسين وغيرهم قدمت لنا دعوة من ضابط شرطة بالمعاش لتناول وجبة الغداء بواسطة الشريف عمر قبلنا الدعوة بدون تردد وذلك لتغييير الروتين والخروج من جو الحرب
وما كنت اعرف من هو الشرطي الذي يشغل باله بضيوف مهما كانت صفاتهم يسمو نازحين لبينا واجب الدعوة فكانت مادبة مفعمة بالود والمحبة وزينت بالضان الحمري وبطيخ الشوك وتخللتها ليلة دينية سياسية تفاكر القوم في الحاصل وبعدها انكشف لي الوجه الاخر لضابط الشرطة
انه الشيخ السماني الشيخ الصافي رجل من اكبر بيوتات التصوف بالسودان والده الشيخ الصافي الشيخ المحجوب اسم في عالم المجتمع الديني والسياسي بالبلد وما الذي حصل تودد الشيخ السماني بالاقامة معه وقد كان انا وبعض الاخوة كنا في حضرته ورغم الجو العام استتطاع خلق برامج متنوعة في تلك الفترة انستنا الحرب ليالي ثقافية دينية تخريج حفظة القران وعرفنا كثيرين من اهل القضارف عبره ولا نريد ان ننقص من حسناته ولكن ذكرى من ايام لها في النفس ترسبات ومن الذكريات كنا نساله بحكم الخبرة العسكرية عن تحرير الجزيرة فيقول لنا الليل قاسو وين ناسو عكر الليل ويصفي فوق ناسو وبعد شهور سافرت الجزيرة وتحررت البلد وكنا مشغولين بترتيب الناحية الاجتماعية وتوفيف الاوضاع فاشغلت عن تحية الشيخ السمان ومباركة الانتصار ولكن لما وجدت الوقت المناسب اتصلت عليه ولم اجد مااقول غير عبارته الوافية تعكر وتصفي.