د.صلاح عمر حاج احمودي يكتب: بارا عنوة وإقتدارا

بارا عنوة وإقتدارا
صلاح عمر حاج أحمودي
بغداد 12/9/2025
على بارا سطّرنا الملاحم صادقــا *** وجيشُ المعالي عزمُهُ ليس يَفْتُرُ
وقفنا كجبلٍ لا تَهزُّ ذُروَتَهُ *** رياحُ الليالي والعدوُّ المدمِّرُ
مضينا كإعصارٍ إذا البأسُ أقبلا *** نُبدّدُ جَحْفانًا بجيشٍ مُكبَّرُ
جيوشُ العِدى لاذت بليلٍ مُظلمٍ *** وجيشُ الأُباةِ في الميادينِ أسْهَرُ
رفعنا لواءَ الحقِّ فوقَ سُيُوفِنا *** فكانَ اللواءُ النصرَ، والعزمُ أزْهَرُ
على بارَ، يا تاريخُ، دوّنْ مَلاحمــا *** كُتِبْنَ بدمعِ العزِّ والمجدُ يُسطَرُ
شهدنا دماءً للشهيدِ تُعطِّرُ الـ *** ثّرى، فهيَ في فَجرِ البطولةِ تُزهرُ
إذا صاحَ منّا برآءٌ في صَفوفِنــا *** تزلزلَتِ الأعداءُ، والخوفُ يُنْشَرُ
قلوبُ الأُباةِ الصادقينَ جَوامِعٌ *** من الإيمانِ، لا ما يُزيّفُ مُستَمرُ
فكانوا كأُسْدٍ في العرينِ تُجاهِدُ الــ *** أعادي، وفي الميدانِ نارٌ تُسعَّرُ
دَحَرنـا جموعًا، لم تُطقْ حملَ بأسنــا *** فسالتْ دموعُ الخَوفِ، وانْقَضَّ مَعبَرُ
وسالتْ دِماءُ الغاصبينَ بخَيبَةٍ *** على بارَ، حيثُ النصرُ في الأرضِ يُسفَرُ
نُلاحقُهمُ، لا يَستطيعونَ ثابتا *** ولا يَستقيمُ الرأيُ حينًا فيُدبَروا
(دراعة) أيٌا حَماةُ الدِّيارِ اليومَ سطّرْتُمُ العُلا *** ومن عزِّكم في الخافقَيْنِ يُكبَّرُ
أيا بارَ، يا مَيدانَ صِدقٍ وشُهْدةٍ *** على أرضِكِ التاريخُ بالنورِ يُذكَرُ
إذا سألوا: من حطّمَ الجَمعَ مرّةً؟ *** فقولوا: برآون لا يلينونَ، أحررُ
همُ القومُ إن صاحَ الجهادُ تَقَدَّموا *** كأنَّهمُ نارٌ على العِدْوِ تُسعَرُ
تُحدّثُ صُفوفُ البأسِ عنهمْ كأنها *** جبالٌ رواسٍ ما تُحَرَّكُ أو تُكسَرُ
لهمْ كلُّ فخرٍ في البسيطةِ شامخٌ *** كَبيرٌ، إذا ذُكِرَتْ مَلاحِمُ تُذْكَرُ
وما بارَ إلا شاهدٌ أنّ بأسَهُمُ *** عظيمٌ، إذا دُعيَ الوغى لا يُؤخَّرُ
تَبسّمَ فجرُ النصرِ لما تَقدّموا *** فأشرقَ وجهُ الأرضِ، والليلُ أدبرُ
رأينا العِدى صرعى، وجيشُكَ شامخٌ *** يخطّ على وجهِ الزمانِ ويُسطَرُ
هُمُ الفاتحونَ اليومَ، مَن جادَ نفسَهُ *** ولم يَخْشَ إلا اللهَ، واللهُ أكبرُ
كَتبنا على بارٍ سطورًا خوالدًا *** بها يُفتَخَرُ التاريخُ في كلِّ مَحضَرُ
فما النصرُ إلا من إلهٍ موحَّدٍ *** يُثَبّتُ أقدامَ الرجالِ وينصُرُ
جموعُ الأعادي ولّتِ اليومَ عاجزًا *** فَما عادَ فيهمْ مَن يُقاتِلُ أو يَذْكُرُ
وبانَتْ على وجْهِ الشُّجاعِ بُسالةٌ *** إذا قِيلَ: هذا النصرُ، قيلوا: مُحرَّرُ
سلامٌ على مَن فازَ في بارَ مُنتصِرْ *** وعادَ بعزٍّ لا يُحطَّمُ أو يُنْكَرُ
أولئكَ جندُ اللهِ في كلِّ مَوقِعٍ *** بهمْ يَحْسِبُ الأعداءُ ألفًا ويُكثَرُ
على بارَ قد خُطَّ الخلودُ لعسكرٍ *** إذا ذُكِروا فالكونُ أجمعُ يُكبَّ