تحقيقات وحوارات
المؤامرة قائمة ضد ابعادها .. الهوسا مؤامرة عبر التاريخ
الخرطوم: سودان بور
كشفت الاحداث التي شهدتها ولاية النيل الازرق في حق قبيلة الهوسا والاعتداء علي عناصر القبيلة من البرتا وقبائل اخرى مستوطنة بالمنطقة عن الاستهداف التاريخي للقبيلة ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي خطاباً للرئيس السابق تحدث فيه عن استهداف الهوسا ونزع اراضيهم لذا وجه باستخراج الارقام الوطنية لهم لتاكيد سودانيتهم مما يشير الى ان الاستهداف قديم الا انه خرج للعلن فور موافقة الحكومة على تكوين امارة لهم بولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان الامر الذي اعترضت عليه الادارة الاهلية وكشفت مصادر صحفية عن استعداد القبائل الاخرى لخطوة ابعاد الهوسا من النيل الازرق بعد اجتماع تم تداوله قرر المؤتمرون فيه طرد القبيلة وسحب الارقام الوطنية من منسوبيها
وجود الهوسا في السودان
يقول المؤرخون يصعب تحديد مواعيد قاطعة لفترة استقرار شعب الهوسا في السودان، لكن على الارجح أنها جاءت اثناء تحركهم للحج عبر السودان – منذ بداية القرن الـ18، فيما دخل آخرون من الهوسا عن طريق النيل الأزرق للحبشة وانتشروا في مصوع واليمن عن طريق باب المندب ولا يمكن الجزم بأن تاريخ الهوسا في السودان قريب، فوجود هذه الجماعات القبلية في السلطنة الزرقاء (مملكة سنار نواة الدولة الإسلامية الأولى) جنوب شرق النيل الأزرق كان قبل 500 عام، أي حوالي عام 1505 ميلادي تقريبا علاقة شعب الهوسا بالسلطنة الزرقاء يرجع لاهتمامهم بالدعوة الإسلامية، مما جعلهم يؤسسون مدارس قرآنية لحفظ القران الكريم ويعرف شعب الهوسا بتدينه وميله في الأغلب للتصوف اقتداء بالطريقة التيجانية إحدى الطرق الصوفية وكانت لهم علاقة وثيقة بالسلطنة الزرقاء ويرجح أنها بسبب توجهات تلك السلطنة الإسلامية واهتمامها بالدعوة، فأسس الهوسا في ظل السلطنة “خلاوي” (مدارس قرآنية) لحفظ القران الكريم وللهوسا باع كبير في “الثورة المهدية” عام 1880 وما بعدها، فقد دخلوا من غرب السودان وصولا إلى وسطه في إقليم كردفان، وفيهم من قاتلوا مع المهدي ضد القوات البريطانية في معركة شيكان (معركة الأبيض) عام 1883، والتي انتصر فيها المهديون.
المخاوف من الهوسا
ويقول الباحث الاجتماعي يوسف أحمد النيل أن التعايش السلمي ظل هو نمط الحياة السائد في النيل الازرق منذ مئات السنين،وأن القبيلة منتشرة في كل ولايات السودان ودلل بالمواكب التي سيروها احتجاجاً على احداث النيل الازرق واشارت بوضوح الى الاعداد الكبيرة للقبيلة بالسودان مما يمنحهم الحق في تقنين اوضاعهم الشعبية بتكوين امارة لهم مشيراً الى ان المشكلة تدخلت فيها السياسة وأن بعض الجهات قامت بجر الهوسا لحلبة الصراع القبلي في السودان موضحاً ان هناك مجموعات قبلية ترفض للهوسا تنظيم أنفسهم إدارياً ومجتمعياً من خلال منع النساء من العمل في المنازل، ومن التسول في الطرقات موضحاً “أن تلك المجموعات تظن أن الهوسا إذا نظمت نفسها سوف تحكم الإقليم، واعتبره اعتقاد غير صحيح”، مشيراً إلى أن “الخلافات داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي تحكم الإقليم، تسببت كذلك في تغذية الصراع، عدا فشل اتفاق السلام (تم توقيعه في 2020) في تحقيق التطلعات المرجوة”.كما لم يستبعد وجود أجندات خارجية تسعى لفرض حكم ذاتي بإقليم النيل الأزرق، قائلا إن بعض الجهات، “وجدت أن الهوسا بمثابة حجر عثرة أمام هذا التوجه”.