تحقيقات وحوارات

المكون العسكري .. مسارات جديدة للعلاقات الخارجية

الخرطوم: سودان بور
عاد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى البلاد، بعد مشاركته في أعمال الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وختمها بزيارة قصيرة لجمهورية مصر العربية في طريق عودته من نيويورك. وكان في إستقباله بمطار الخرطوم، نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو. وأوضح مدير الإدارة السياسية بمجلس السيادة، عضو الوفد المرافق السفير عمر صديق، إن مشاركة البرهان في أعمال الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، شملت إلى جانب إلقاء خطاب السودان أمام الجمعية، لقاءات مع عدد من رؤساء الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
وإلتقى البرهان بكل من، الرئيس الزمبابوي، إمرسون منانغاغوا، والرئيس البورندي إيفاريست ندايشيميي، ورئيس جمهورية غامبيا، آدما بارو، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود. وبحث خلال هذه اللقاءات العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، إلى جانب هموم وقضايا القارة الأفريقية. كما إلتقى البرهان بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي موسى فكي، الذي ناقش معه مجريات الأوضاع بالبلاد، لا سيما الأوضاع السياسية والتعقيدات التي تكتنف المرحلة الإنتقالية. وأكد موسى فكي، إستعداد الإتحاد الأفريقي لإستئناف مشاركته في العملية السياسية في السودان.
وخلال لقائه بوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أعرب البرهان عن تقدير السودان لمواقف روسيا الداعمة له في مجلس الأمن، مؤمناً على إستمرار التعاون المشترك بين الخرطوم وموسكو، في المجالات المختلفة. وأكد البرهان، حرص السودان على أن تواصل اللجنة الوزارية العليا ولجان التشاور السياسي بين البلدين عملهما. من جانبه، أشاد وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، بموقف السودان المحايد حيال الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وإستعرض الوزير تاريخ العلاقات بين البلدين، مؤكداً إستمرار دعم روسيا للسودان ووقوفها معه في كل المحافل الدولية.
وفي لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش، إستعرض البرهان التطورات في السودان، وسير عملية الإنتقال السياسى الجارية، والجهود المشتركة بين الحكومة والإمم المتحدة لإنجاحها. وقدم البرهان، شرحاً لمجمل التطورات السياسية بالبلاد، وأكد على إنسحاب الجيش من العملية السياسية. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، على دعم المنظمة الدولية لجهود السودان نحو التحول الديمقراطي، وأشاد بقرار إبتعاد القوات المسلحة عن السياسة، داعياً القوى السياسية السودانية للإتفاق على تشكيل حكومة مدنية لقيادة البلاد خلال الفترة الإنتقالية.
وفي طريق عودته إلى الخرطوم أجرى البرهان، مباحثات ثنائية بالقاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية بين البلدين في أبعادها المختلفة، إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك. كما تطرقت المباحثات إلى أهمية تطوير آفاق التعاون بين الخرطوم والقاهرة، خاصة في مجال الإستفادة من تكامل الموارد التي يزخر بها البلدان. ووقفت المباحثات على مستوى تنفيذ المشاريع الإقتصادية والتنموية المشتركة بين البلدين، والتنسيق السياسي والدبلوماسي بينهما في القضايا الإقليمية والدولية.
من جانبه قال رئيس حزب الشعب الديمقراطي يحي حاج نور أن زيارات البرهان مهدت الطريق لسياسات خارجية تحقق المكاسب للسودان وشعبه، وأنهت العزلة، وأكدت إعتراف المجتمع الدولي بالمكون العسكري والحكومة الحالية. وقال يحي أن الحراك الإقليمي والدولي الأخير للسودان، سينعكس إيجاباً على الشعب، خاصة بعد تأكيد البرهان في الأمم المتحدة على ضرورة دعم السودان في ملفات اللاجئين والهجرة غير الشرعية والنزوح والأمن الغذائي. مشيراً إلى أن الزيارات الأخيرة فتحت مسارات جديدة لعلاقات السودان الخارجية.
وفي إطار ترتيب البيت الداخلي عقب الإختراق اللافت في العلاقات الخارجية، قال يحي حاج نور أن وداع وإستقبال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، للفريق أول البرهان في مطار الخرطوم، أكد على تماسك ووحدة المنظومة العسكرية، وأجهض محاولات ضرب العلاقة بين الجيش والدعم السريع بالشائعات من قبل بعض المرجفين، وأصحاب الأجندة المشبوهة. كما أظهر وحدة المكون العسكري وإلتزامه بالإنسحاب من العملية السياسية، منبهاً القوى المدنية بالإسراع في إستثمار الفرصة، لأن الشعب السوداني لن ينتظر إلى ما لا نهاية.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق