سياسة

المؤتمر الدولي لإقليم البحيرات … دعوة لمزيد من التنسيق بين أجهزة المخابرات

تقرير : سودان بور
لم تمض (100) يومٍ منذ أن استضاف السودان قادة منظمة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (CISSA) التي تضم 54 دولة، إلّا وجمعت قاعات الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية في الخرطوم، قادة أجهزة الأمن والمخابرات في أقليم البحيرات العظمى الذي يضم (12) دولة.
وتستند ديباجة تأسيس منظمة دول البحيرات العظمى، إلى الاعتراف بأن عدم الاستقرار السياسي والصراعات في هذه البلدان، له بعد إقليمي بالغ، ما يتطلب جهداً متضافراً لتعزيز السلام والتنمية المستدامين”.
وفي العاشر من أغسطس 2022، نظّم جهاز المخابرات العامة السودانية، ورشة عن “دور التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب”، بالتنسيق مع لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية “السيسا”، بفندق كورينثيا بالخرطوم، تتويجاً لـ” موقف الخرطوم الثابت والقاطع في إدانة أشكال التطرف والتطرف العنيف والإرهاب والأنشطة الإجرامية كافة”، وفقاً لما أكّده رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للورشة.
يومها، قال مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول، أحمد إبراهيم مفضل لـ (إذاعة بلادي) إن “الإرهاب أصبح مهدداً محلياً وإقليماً وقارياً، وتبذل الدول جهدها لمكافحته بالوسائل كافة، مثل تبادل المعلومات والعمليات المشتركة. لذا أعد جهاز المخابرات السوداني استراتيجيته المبتكرة وشارك بتجربته الفريدة العالم، باعتباره أحد الفاعلين في المنظومة الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف”.
ومنذ أن أطلقت الحكومة السودانية “إعلان الخرطوم” في 2016، وقدّمت خلاله استراتيجيته الوقائية لمكافحة الإرهاب، تنادت أجهزة المخابرات والمنظمات الدولية المعنية بالأمر، للوقوف على التجربة السودانية المبتكرة، ودعت الجامعة العربية وقتها الدول الأعضاء، لـ “الاسترشاد بتجربة السودان في جهودها لمكافحة الإرهاب”.
وتقديراً لفاعلية وريادة السودان في مكافحة الأرهاب بأشكاله المختلفة، احتضنت الخرطوم يومي 21 و22 من نوفمبر 2022، الاجتماع السابع عشر للجنة التنسبق الإقليمية لقادة الأمن والمخابرات في دول إقليم البحيرات العظمى.
وبحثت اللجنة التي تسلّم رئاستها الفريق أول مُفضّل، العديد من القضايا التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي، على رأسها مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى الهجرة غير الشرعية وتأمين الحدود بين دول الإقليم في مواجهة انتشار تجارة السلاح.
وفي نوفمبر 2021، أي قبل (365) يوماً، أعلن رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، عن رجل المخابرات الذي سيشغل منصب المدير العام للجهاز السوداني العريق، وكان الفريق أول أمن، أحمد إبراهيم مفضل.
وفي نوفمبر 2019، أي قبل (1.095) يوماً، أصدر البرهان قراراً بتسمية الفريق مُفضل، نائباً لمدير المخابرات العامة، مترقياً من إدارته لهيئة المخابرات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وقتها.

ما بال نوفمبر الشاتية بالأمن الذي لا يمنح إلا الدفء و”الطمأنينة العامة”؟
يقولون إن المرتبطين بشهر نوفمبر، هم أبناء الشتاء، العاشقين لها لكن الفريق أول مفضّل، يبدو عاشقاً لدفء الأمن، و”المخابرات العامة”، والاستقرار الوافر الذي يمتد ليشمل القارة السمراء، عاشقة الشموس الدافئة.
في خطابه أمام قادة المخابرات بـ “أكاديمية الأمن” بضاحية سوبا شرقي الخرطوم، أثنى رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، على الوتيرة المنتظمة لاجتماعات منظمة قادة أمن ومخابرات دول البحيرات العظمى وكانت لإشارته مفعول السحر في القاعة.
التقط مدير المخابرات العام السوداني، أحمد إبراهيم مفضل إشارة البرهان، وقال “سنبلغ أهدافنا من هذا المؤتمر بالصبر والحكمة الأفريقية المعهودة لدى قادتنا، لنؤكد للعالم من حولنا بأننا قادرون على إدرة شؤوونا في جميع قضايا الأمن والسلام”.
وعدّد البرهان في كلمته لقادة المخابرات الأفارقة، الدور السوداني الفاعل في إقرار الوفاق والسلام بين المكونات الاجتماعية في الدول الإفريقية، خاصة دول الإقليم، ودعا إلى تطوير آليات حل النزاعات بين دول البحيرات.
وأكّد سعي السودان إلى إعادة العلاقات بين الكونغو الديمقراطية ورواندا إلى مسارها الطبيعي. وطالب بتجفيف “كل البؤر التي تشكل مسرحاً للجريمة المنظمة والإرهاب العالمي”.
ونوّه رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، إلى أن “التغيرات الدولية تستدعي من الدول الأفريقية تطوير آليات التنسيق الأمني والاستخباراتي”.

يقول مفضّل مخاطباً لجنة التنسيق الإقليمية لقادة الأمن والمخابرات في دول البحيرات العظمى، إن اجتماعهم في الخرطوم، يتزامن مع تطوّرات سياسية وأمنية واقتصادية متسارعة ومتلاحقة، على المستويْين الدولي والإقليمي، وغالباً ما تسدد فاتورة تداعياتها الكارثية، الشعوب الأفريقية المكتوية بنار الاستقطاب العالمي.
ولم ينس مفضّل، الإشارة إلى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على التحالفات السياسية وإمدادات الغذاء والطاقة، ما يولّد استقطاباً حاداً ينتج عنه ما يستدعي يقظة عيون المخابرات وصولاً لأمن المجتمعات الأفريقية.
وكيف تكون اليقظة؟
يقول مفضّل “بالعمل المشترك والتعاون والتنسيق وتبادل المعلومات لايجاد الحلول الكفيلة بإقرار السلام وتحقيق الأمن والمضي على طريق التنمية والديمقراطية وإرساء قواعد العدل”.
وكيف النجاح؟
يقول “يتأتى النجاح، بتفعيل قراراتنا ومبادراتنا والامتثال لميثاق منظمة مؤتمر البحيرات العظمى الذي تواثقنا على احترامه والعمل وفق مبادئه وقيمه”.
وما الدافع؟
يشدّد مدير المخابرات العامة السودانية، أن الدافع يأتي “من منطلق حرصنا الأكيد على دعم وتعزيز دور أجهزة الأمن والمخابرات في دول أقليم البحيرات العظمى في مواجهة التحديات الأمنية الشائكة التي تؤثر على حياة ونهضة شعوبنا، ما يتطلب حشد طاقاتنا والعمل كفريق واحد مُتحد”.
ولأن السودان “اتخذ العديد من الخطوات العملية والفعّالة في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود” أعلن الفريق أول مفضّل، عن التزام السودان وجهاز مخابراته العامة، “تقديم كل المساعدات الممكنة لتنفيذ التوصيات والمقررات التي خرج بها اجتماع قادة مخابرات البحيرات العظمى”.
وقال “سأعمل بصفتي رئيساً للجنة التنسيق الإقليمية، بإحكام الراوبط مع الترويكا وسكرتارية منظمة المؤتمر الدولي للبحيرات العظمى وفريق تنسيق العمل بمركز الدمج الاستخباري “قوما” ومع جميع الأعضاء حتى تُترجم هذه التوصيات لواقع ملموس يقطف ثماره إقليمنا، إقليم البحيرات والقارة الأفريقية، أمناً وسلاماً واستقراراً”.
تُرى هل يستعرض “عاشق الشتاء”، قطف ثماره الدافئة في المؤتمر المقبل، في نوفمبر المقبل؟

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق