تحقيقات وحوارات
قبل توقيع الإتفاق الإطارئ … القانوني والدستوري محمد أحمد معلا في إفادات لـ سودان بور:
الفترة التي يمر بها السودان حاليا لم يمر بها منذ فجر تاريخه الطويل
لابد من عودة المحكمة الدستورية وسيادة حكم القانون
الغاء دستور 2005 كان خطا كبيراً
لا بديل لدينا غير التوافق والا سينهار السودان
إلتقاه: أحمد حسين
يحبس السودانيون غداً أنفاسهم وهم ينتظرون بشغف شديد ما يسفر عنه من توقيع إتفاق إطاري يفضي لقيام حكومة جديدة من عمر الفترة الإنتقالية التي يمر بها السودان.
ومابين مؤيد ومعارض للإتفاق الإطارئ تتباين المواقف والآراء والميول السياسية التي تهم كل طرف من أطراف العملية السلمية برمتها، الإتفاق كما أكد رئيس مجلس السيادة في خطابات متفرقة أنه لن يكون مع قوى سياسية واحدة وإنما سيكون مع الجميع، وفي هذه العجالة نتوقف مع تحليل الإتفاق الذي سوف يبرم اليوم مع أحد القيادات الشخصيات الدستورية الا وهو محمد احمد معلا السياسي والمهتم بالشئون الدستورية البلاد .
السودان خارج من وضعية تغيير هيكلي من دستور الدولة ونظام الحكم ومعروف عند حدوث اي تغيير سياسي ان اول شي يتم التفكير فيه هو وضع نظام جديد ومتكامل للدولة، حيث ان المواطنين كان لديهم اشواق لعمل نظام ديمقراطي وترجمت هذه الاشواق بتوقيع اتفاقية بين المكون العسكري والقوى المدنية الممثلة في قوى الحرية والتغيير، وبع التوقيع على الوثسقة الدستورية كان يفترض ان يتم تشكيل برلمان ومفوضية انتخابات ومفوضية عدالة ولكن للاسف كل ذلك لم يكتمل وظلت الامور تتراوح بين الصراع الخفي بين المكونات ومن ثم جاء اتفاق جوبا بشي يشبة الدستور الموازي والذي ارتضى واضعوه ان يسمو فوق الوثيقة الدستورية اذا تم اي تعارض بين بنوده وبنوده.
اليوم سيتم التوقيع على اتفاق اطارئ ما ذا تعليقكم؟
استبعد ان يتم توافق شامل للناس وذلك لسبب اساسي وهو الفراغ الدستوري وهناك غياب للمفوضيات، واعتقد ان صناعة الدستور من اصعب الاشياء تتطلب في الاساس وجود المؤسسات المستقلة من محكمة دستورية واحزاب وطنية قوية، التجربة السودانية الحالية اشبة بتجربة ليبيا واليمن واعتقد ان هذا العمل مصنوع من قبل الاستخبارات الغربية والعالمية.
السيناريوهات المتوقعة؟
في ظل الانعكاسات والتشاكسات والتصريحات اعتقد ان هذا الامر لايبشر بخير واخشى ان تحدث حرب اهلية والسودان اليوم يشهد حالة استقطاب كبيرة ويحدث تجنيد للشباب البلاد فيها جيوش كثيرة وحركات مسلحة لم يتم توفيق اوضاعها للان، فلذلك لابد من التوافق لانه الخيار الاوحد واي شي خلافه سيؤدي لانهيار الدولة، اعتقد ان الفترة التي يمر بها السودان حاليا لم يمر بها منذ فجر تاريخه الطويل، اجزاء تهدد بالانفصال واخرى تقطع الطريق وكيانات لا ترضى بالتوافق.
ماذا عن الغاء دستور 2005 وهل كانت الخطوة في الاتجاه الصحيح؟
لا بالعكس الغاء دستور 2005 كان خطا كبيرا حيث انه كانت نضمنه فيه الحقوق الدولية ومنها الحق في الحياة وكافة الاتفاقيات التي تمت بالسودان حتى اتفاقية نيفاشا التي تم بموجبها فصل الجنوب، فالغاء الدستور كان عبارة عن مكايدات سياسية ومؤامرة ضد البلاد .
الفراغ الدستوي ماهي مخاطره؟
من نتائجه بالطبع سيكون هناك فراغ الاجهزة القضائية والقانونية وتحديد كيفية عمل الجيش ، اعتقد لا توجد دولة في العالم تعمل بدون محكمة دستوية لانها هي الرقيب الفعلي على تفسير القوانين ومحاسبة المسولين واليها الفصل في كل قرارات المحاكم والطعون وهي كذلك تفصل في المنازعات الكبيرة وهي بالتالي بديل للاحتراب .