تحقيقات وحوارات

القاعدة البحرية الروسية مابين الإمكان والضغوط الدولية!

الخرطوم: سودان بور
يلاحظ كثير من المتابعين للعلاقات الدولية بالبلاد انه ما يزال الإعلان عن المُضي قدمًا في إنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر يثير التجاذبات السياسية حول المنطقة ويفتح الباب واسعا امام صراع المحاور والنفوذ وتقاطعات المصالح مابين امريكا وروسيا بغض النظر عن المصلحة الواقعية للبلاد!
اثار هذه الملاحظات تصريحات وزير الخارجية الروسي ” سيرجي لافروف” في زيارته الأخيرة للسودان حيث قال : ننتظر تشكيل المجلس التشريعي في السودان للبت في الاتفاق، ويقصد الاتفاق الموقع منذ حكومة الانقاذ السابقة والذي تم تجديده بعد الثورة حول قيام قاعدة بحرية روسية “فلامينكو” في اقليم الشرق علي شواطئ البحر الاحمر! ولايخفى الجهود الروسية التي تعمل علي التوسع في القارة السمراء ، ومادار حولها من تساؤلات مشروعة في الداخل وعلي المحيط الاقليمي هل تشكل مكاسب للسودان أم ستكون بؤرة لصراع دولي قادم!خاصة في ظل تسارع التكوينات المتعلقة بظول حوض البحر الاحمر وفي ظل الصراع الروسي الغربي الامريكي الذي ازدادت وتيرة حدته بعد العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا!
يرى الخبراء والمتابعون انه مهما يكن من شأن تعقيدات السياسة العالمية في ظل الاحداث الجارية، الا انه من الافضل للسودان بناء علاقات متوازنة مع الجميع ، خاصة وان البعد عن المحاور والعلاقات المتوازنة الندية مثلت احد بنود الاعلان السياسي الاطاري الذي سوف يقود المرحلة الانتقالية في مقبل الايام ! ولكن هناك من يشكك من بعض المتابعين ! حول ان هناك ضغوطا امريكية كبيرة علي السلطات السودانية لعرقلة اتمام ما تم التوقيع عليه سابقا بقيام قاعدة روسية، بحجة انتظار انعقاد المجلس التشريعي ! بينما تشرع السلطات وشرعت في تنفيذ الكثير من القرارات التي كان من المنتظر فيها راي المجلس التشريعي! مثل الخطوات الحثيثة للتطبيع مع اسرائيل! رغم مناداة طيف واسع من المواطنين وتياراتهم السياسية بارجاء الامر حتي قيام المجلس التشريعي بالبلاد!
يؤكد المتابعون جملة الفوائد الكبيرة التي تعود علي اقليم الشرق وكامل البلاد ، من قيام القاعدة الروسية، ليس اولها توازن العلاقات الخارحية للبلاد وهو هدف مطلوب وحسب، وانما الفوائد المباشرة من تأمين حوض البحر الاحمر ، وانارة اجزاء واسعة من الاقليم ومعروف معنات اهله في الجانب المتعلق بتوفير امداد كهربائي مستقر!وانتعاش السياحة وغيرها من تبادل المنافع الاخرى، هذا بخلاف التعاون العسكرى الذي هو قائم مابين الدولتين بشكل وثيق منذ زمن بعيد ، وان القاعدة البحرية ليس سوى تطور طبيعي وتلقائي في العلاقات الثنائية بين البلدين!

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق