تحقيقات وحوارات
في زيارة الثلاثة أيام كيف وجد كرتكيلا” أداء حكومة القضارف..؟
القضارف: سودان بور
لثلاثة أيام من العمل المتواصل .. أختتم وزير الحكم الاتحادي المهندس محمد “كرتكيلا” زيارته لولاية القضارف التي طاف فيها علي عدد من الفعاليات، ووقف علي أنشطة وبرامج، وعقد فيها إجتماعات مكثفة مع تكوينات حكومية رسمية وأخري شعبية أهلية، ووجد”كرتكيلا” ما اثار اعجابه، ودهشته، وطمأنه علي الوضع والاداء الحكومي، ومايزيد من ذلك في ملفات ذات صلة اتحادية تديرها الولاية وتفتح لها أذرع المبادرة والجهد الخلاق
تُسخر حكومة القضارف معظم جهدها منذ نشوب الحرب في العاصمة الخرطوم، اذا ان الولاية وفوق انخراطها في أكبر عمليات الحشد الشعبي والرسمي لمؤازرة القوات المسلحة، وتسيير المواكب الشعبية ذات الاغلبيات مقارنة مع مواكب الولايات الاخري، بجانب فتح المئات من معسكرات المتطوعين في جميع محليات الولاية خاصة حاضرة الولاية “بلدية القضارف”، تتصدي أيضا لتأمين الولاية، من أي انحدار وان كانت القضارف محصنة من أي توتر .
تعمل حكومة القضارف علي تسيير دولاب العمل، بينما الموظفين لايستطيعون حتي الان صرف رواتب اربعة اشهر وهي مهمة وزارة المالية الاتحادية، ومع ذلك فان الموظفين يملأون المكاتب والمؤسسات، ولم يشتكي مواطن او طالب خدمة من تعذر الحصول عليها، اذ ان وزارة مالية القضارف تعمل علي استقرار الوضع في هياكل الحكومة ببرامج متواصلة لتخفيف حدة عدم صرف الاجور، من لدن صرف الاستحقاقات المالية الاقل من الرواتب، او حوافز العمل اليومية والشهرية، وأخرها تدخلات عبر توفير سلع ضرورية لاعانة الموظفين علي مقابلة الحياة، والتواجد في مكاتبهم بُغية انفراج الوضع، وهي مهمة عسيرة استطاعت حكومة القضارف السير فيها بثبات، وان كانت الولاية هي الاكثر عددا بالنسبة للعاملين في الدولة مقارنة مع ولايات أخري
لفت نظر وزير ديوان الحكم الاتحادي التناغم الكبير الذي وجده بين مكونات الحكم، من جهاز تنفيذي واجهزة أمنية، وجهاز اداري حاذق أمضي معه سحابة يوم كامل بين اجتماع للجنة الامن بالولاية، واخر لمجلس الوزراء، وثالث للضباط الاداريين الذين يطِلعون بمهمة الحكم، في تجربة مهنية تضاهي تجارب حكم الولاية عبر الواجهات السياسية، وتمثل لبنة لحكومة التكنوقراط المرتقبة، إذ خلت عُهدة الوالي محمد عبد الرحمن، من اي تجاذبات، او صراعات، واندغمت فيما بينها تشكل “فولترون” لمواجهة اي مطبات في فترة حرجة ومتأرجحة، تتطلب “كادرات” عمل بخلفيات ادارية واكاديمية وخيال سياسي وهو ما يتوفر في معظم اعضاء الحكومة وعلي راسها بالطبع والي الولاية المكلف
توقف وزير الحكم الاتحادي مطولا في مبادرة ولاية القضارف لانجاح الموسم الزراعي، تلك التي رعتها حكومة القضارف بينما كانت بذرة حتي اصبحت هيكلا أساسيا في الموسم الزراعي الحالي بشقيه المطري والمروي، فجانب زيارته الميدانية لقطاع هام وهو قطاع صغار المزارعين والمزارعات في مساحاتهم الانتاجية، فانه تلقي تنويرا من رئيس اللجنة والي القضارف المكلف حول عمل اللجنة في ولايات الانتاج المطري، والمساهمة الضخمة والحركة الدؤوبة التي قادتها ولاية القضارف في سبيل انجاح هذا الموسم بأكثر من سبعة ولايات ظهرت فيها لمسات الولاية وخبرتها واضحة، في ارتفاع حجم المساحات المستزرعة بالبلاد، والزيادة المضطردة لحجم التمويل خاصة في البنوك التجارية وعلي رأسها بنك النيل، ومستوي الانبات الذي تحقق والتأسيس في عدد من المحاصيل الزراعية في مقدمتها السمسم، والذرة والفول السوداني
إن زيارة وزير الحكم الإتحادي – بحكم مسؤولياته علي الولايات – وبإعتباره جسر العبور في العلاقة بين الولايات والحكومة المركزية، تمثل أهمية كبيرة للولاية، باعتبار انها المرآة التي تعكس اداء الحكومة، وتسهل العقبات التي تعترضها في مؤسسات الحكم المركزي، من تدفق المنح والمشروعات والإيرادات الاتحادية، وستكون لهذه الزيارة الناجحة صدي طيب علي مستوي نقل التقارير في الحكومة الاتحادية، ولا غرو فان الاداء في حكومة القضارف يتجاوز المهام الولائية، لشحذ الهمة والمبادرة علي المستوي القومي في جميع المجالات بما فيها معرض حرفة الملايين وسد ثغرة الغذاء في البلاد