رأي
حيدر التوم خليفة يكتب: ثم ماذا بعد أن نطقت جامعة أكسفورد بالحقيقة ..؟ العرب قبيلة كوشية
*ثم ماذا بعد أن نطقت جامعة أكسفورد بالحقيقة ..؟*
*العرب قبيلة كوشية*
*لون العرب هو الأدمة اي السمرة والسواد*
*حتي زمن الاسلام ، لم يكن اسم العرب متداولا ، وإنما كان العرب يُعرفون بإسم الطيايا ، والسراكنة ، والهاجريين والاسَماعيين ..*
*أنبياء ما بعد الطوفان هم كوشيون سُمر اللون ، بما فيهم نوح وهود وابراهيم وموسي وعيسي ومحمد عليهم السلام*..
*جُلٌ صحابة النبي الكريم هو سُمر وسود دلم البشرة* ..
*حيدر التوم خليفة*
أذكر أنني إطلعت علي مقالِِ يتحدث فيه كاتبه عن رفض لبنان لانضمام السودان الي جامعة الدول العربية ، بحجة انهم افارقة سود اللون ، لا علاقة لهم بالعرب أصحاب اللون الابيض ، وحقيقة لا أعرف مدي صدقية الواقعة ، وان كنت أميل الي تصديقها ، لكثرة تواترها ، ولانها ما زالت تمثل رأيا غالبا عند الكثير من الشعوب العربية ، وقد سبق لمستشار سعودي مخدوع ، وفي جهل فاضح غرير ، وبدافعِِ من حِمية مُبتذلة مُدعاة بلا سند ، ان كتب مقالا في إحدي الصحف ، مطالبا فيه بطرد السودان والصومال وموريتانيا وجزر القمر من جامعة الدول العربية بحجة انهم سود ، لا علاقة لهم بالعرب البِيض ، وقد رددت عليه حينها ردا شافيا باتراََ ، موضحا له فيه ، أن من طالبت بطردهم من الجامعة العربية ، هم في الحقيقة العرب الأصليين ، وما دونهم ، هم بقايا الفرس والترك والروم والتتر وخزر آزوف ..
ولكن من العجب أن يصدر مثل هذا القول عن اللبنانيين ، لأن مدونات تاريخهم القديم ، تفيد بأن أسلافهم كانوا يفتخرون بإنتمائهم الي الامة الكوشية العظيمة ، التي سادت جُل العالم القديم فترات طويلة ..
ولكن واضح أن هناك من يحاول النفخ في هذه الفتنة المخبوءة ، ولعل في هذا الفعل خيرا مُتراكبا ، أو تمثل سانحة لتصل الامور الي منتهاها ، حتي يطلع الكل علي الحقيقة المهدورة ، المتوارية خلف جبال من الاحاجي الزائفة الوضيعة ، والافتراءات المشبوهة الكذوبة ، وحتي تكون النتيجة تمييزا للخبيث من الطيب ..
عند بحثي عن ألوان العرب ، تلمست كمية النفاق الذي حاول البعض جاهدا نشره ، وذلك بتزييف الواقع ، وتغطية الحقيقة المتمكنة صِدقا في التاريخ ، حيث وجدت أمراََ غيرَ مُذاعِِ ، بل مُتكالب علي إسكاته ، ودفنه في فجاج التاريخ المنسي ، وذلك أنه لم يحدث اتفاق بين السابقين كما حدث في *إتفاقهم حول أن لون العرب الاصلي هو الأدمة والسمار واللون الحنطي* ..
وقد تعجبت جدا عندما شاهدت صورا لافراد من قبيلة شمر السعودية وقبائل اخري يمنية وسعودية مأخوذة في العام 1930 ، وأن لونهم *هو السمار الكامل ، الذي يميل الي السواد* ، وأنك مهما أُتِيت من فراسة فلن تستطيع أن تفرق بينهم وبين أفراد قبائل البجا السودانية ، فطاف بذهني كتاب الجاحظ المسمي *فخر السودان علي البيضان* .. والذي مثٌل سداََ لم يستطع مزورو التاريخ تخطيه ، وبحراََ عجزوا عن عبوره وتعديه …
وحتي نستطيع ان نطوي هذا الخلاف والذي تغذيه ادعاءت البعض ، وظنهم الكذوب أن الانسان الابيض افضل من الانسان الاسود ، وان هناك فروقات ليس في مستوي المنجز الثقافي الحضاري ، ولكن في التركيب الجيني للاثنين ، لصالح الانسان الابيض ، وهو أمر يكذبه العلم والواقع .. وهو في الحقيقة عبارة عن عنصرية جهولة بغيضة ، تدعي الإتكاء علي العلم ومنجزه البديع ، وهي مفارقة ومباينة له …
فهل لا يعلم هؤلاء أن أدم عليه السلام كان *آدم اللون* ( السمرة التي تميل الي السواد) ، وهل لا يعرفون ان شعب الكوشيين ، والذي تراوحت ألوان مكوناته السكانية بين *السمار والسواد* ، عرفوا الحضارة قبل أن يعرفها الانسان الابيض بآلاف السنين .. ؟
وهل لا يدري هؤلاء أن كل أنبياء الله هم *كوشيون سُمر حنطيوا اللون ، تغلب عليهم الأدمة* ، كما جاء في كتب الاحاديث والسير والأخبار ، وهو حال انبياء الله الكوشيين السمر ، ابراهيم وموسي وعيسي ، ومحمد القرشي ( الكوشي) النبطي (النبتي النوبي) عليهم صلوات الله أجمعين ..
ولنستعرض بعضا مما جاء في كتب القدماء من المؤرخين والعلماء الثقات عن وصف لون الانبياء ..
… مما جاء في (الانساب للصحاري ) عن وصف رسول الله لنوح ان لونه يميل إلى *الأدمة* ، دقيق الوجه، في رأسه طول ، عظيم العينين، غليظ الفصوص …
وعن نبي الله هود ما ورد في كتاب (الاعلام للزركلي ) ، ما أورده الهمداني حكاية عن رجل من حضرموت ، سأله علي بن أبي طالب عن قبر هود ، فقص عليه أنه كان يسير في وادي الأحقاف مع جماعة ، فدخلوا أحد الكهوف ، فوجدوا فيه رجلا على سرير ، *شديد السُمرة* ، طويل الوجه ، قد يبس جسده ، وإذا مس فهو صلب لا يتغير ، وعند رأسه كتابة بالعربية: (أنا هود، آمنت بالله وأسفت على عاد وكفرها، وما كان لأمر الله من مرد ) ..
ومن ما مشهور وصفُ النبي الكريم ، لنبي الله موسى الكوشي عليهم السلام ، وذلك فيما هو متواتر في أحاديث الإسراء ، قال الرسول ص . ، في الحديث الذي رواه احمد واخرين ..
(ورأيت موسى *أسحم آدم* ..)
وجاء في الصَّحيحين عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما : (أنَّ موسى عليه السلام كان *آدم البشرة*) ..
ومعنى الانسان الأسحم الآدم في اللغة وفي قول اهل العلم ، هو الشخص *(شديد السمرة)* ..
كما أخرج البخارى عن عبد الله بن عمر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وأما موسى *فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط* ” وعنى صلى الله عليه وسلم *بالزط جنسا من السودان* والهنود طوال القامة *سود اللون* ( قال ابن الأثير في النهاية: *الزط قوم من السودان* والهنود، وكأنّ وجوههم المكاكي، يقرعون في دفوفهم كما تقرع النسوة في دفوفها )
وأما لون المسيح الحق فهو *الادمة* ، أي السمرة ، وهنا اريد أن اوضح شيئا مهما ، فكلمة المسيح في لغتنا القديمة هي *الكريست ، او الكريشت ، ومعناها الذي لا يعرفه الناس هو الكوشي* ، ومنها مسيح الهنود *كريشنا* في مستعمرة الكوشيين القديمة المسماة *هندو كوش* .. *وكريشنا هو الكوشي الاسمر* ، وما زالت بعض الكنائس العالمية ترسم المسيح في هيئة *طفل ورجل اسمر* ، وما زالت تصاوير المسيح في الكنائس الحبشية القديمة ، والتي كانت جزءََ من الامبراطورية الكوشية ، ( لان شعبهم فرع كوشي) ، ما زالت تصاويره تشير الي لونه الاسمر .. وما زال السيد المسيح يُعبد ويُقدس *كإله اسمر اللون* في بعض دول أمريكا الجنوبية .. ( راجع مقالنا المنشور بعنوان .. *المسيح الكوشي الأسمر*) ..
وتقريبا معظم الشخصيات التاريخية القديمة من غير الانبياء ، كانوا من اصحاب اللون الاسمر ، مثلا ان السينما العالمية ما زالت تقدم *الميديين الفرس كشعوب سمراء اللون* وليسوا بيض اللون ، وحُق لهم ذلك ، وعليهم الإعتزاز به ، فهذا كبيرهم المدعو مسيحهم قورش أو كورش ، ينسب الي أصله الكوشي .. ولكن ماذا نفعل مع مزيفي التاريخ وسدنة التزوير …؟
أيضا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : وَحَدَّثَنِى عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « أَرَانِى اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلاً *آدَمَ* كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ *أُدْمِ الرِّجَالِ* لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ قَدْ رَجَّلَهَا فَهِىَ تَقْطُرُ مَاءً مُتَّكِئاً عَلَى رَجُلَيْنِ – أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ – يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا قِيلَ هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ..
هذا حال *الوان الانبياء ، وهو السمرة* ، والتي تؤكد فرضيتنا بأنهم كلهم كوشيون سُمر ، وبعضهم يميل الي السواد .. !
وماذا عن نبينا الكريم ص ، والذي لا أراه الا نبيا كوشيا ، توارث *اخلافه السودانيون السمر* حسن الخلق وطيب المعاملة وكريم الاخلاق ….
وتعضيدا لإدعائنا هذا نورد ما يلي عن عائلته وأرومته الهاشمية ( ولنا تفسير مختلف لكلمة هاشم ) ..
ذكر الجاحظ (ت255هـ) في رسالته ” *فخر السودان على البيضان* ” ، ما يلي :
” قالوا : *وكان ولد عبد المطلب العشرة السَّادة دُلْماً ضخما* ، نظر إليهم عامر بن الطُّفيل يطوفون كأنهم *جمالٌ جونٌ* ، فقال : بهؤلاء تُمنع السَّدانة . وكان عبد الله بن عباس *أدلماََ ضخما* . *وآل أبي طالبٍ أشرف الخلق ، وهم سودٌ ، وأدمٌ ، ودلْم* ” انتهى من ” الرسائل ” للجاحظ (1/209) ، تحقيق عبد السلام هارون . *والأدلم : الشديد السواد* ..
فهل اذا كان كل اولاد عبد المطلب بما فيهم عبدالله والد النبي الكريم *سمر وسود اللون ، هل يشذ عنهم النبي في ذلك* ، وهو القائل ..
إنَّ اللَّهَ اصطَفى من ولدِ إبراهيمَ بني إسماعيلَ واصطفى كنانةَ من بني إسماعيلَ واصطفى قُريشًا من كنانةَ واصطفى بني هاشمٍ من قريشٍ واصطفاني من بني هاشمٍ ، وانا خيار من خيار من خيار ..
فما الذي يجعل من النبي الكريم *أبيض اللون ، وهؤلاء أهله كرام سمر اللون* .. غير القبلية البغيضة والعنصرية المنتة ..؟
إن لون العرب هو السمرة والسواد ، شاء من شاء وأبي من أبي ، وذلك لانهم ….
…. *قبيلة كوشية* هاجرت قديما من أرض كوش الي جزيرة العرب الحالية عن طريقين ..
_ مخاضة باب المندب ، مكونين الشعب اليمني الحالي وقبائل جنوب السعودية ، والتي في حقيقتها تنتسب الي المجموعة البجاوية الكوشية ..
_ عن طريق جزيرة سيناء ، وعرفوا لاحقا *بالهاجريين* ، كما عرفهم الاسلام *بالمهاجرين* وهم سكان مدينة العلي *”البتراء”* ، وهم أساس العرب الانباط النبتيين ، الذين أسسوا مملكة النبط وعاصمتها البتراء ( آي مكة الحقيقية الثانية بعد البركل ) وهي *مهد النبي محمد ص ، ومُطلق ومُبتدأ دعوته*) ، وقد إمتد وجودهم حتي تيماء والمدينة ، وتغلغلوا في منطقة الحجاز لاحقا ..
ايضا عُرِف المهاجرون العرب الكوشيون بإسم السراكنة وبإسم الطيايا ( طي) ، او التازيين ، وهم التاسيون الكوشيون سكان مملكة تاسيتي ، وهي أولي ممالك الكوشيين لانسان ما بعد الطوفان ..
_ كما أن هناك هجرات كوشية سبقت هذه الهجرات ، وهي هجرة الكوشيين السمر لأرض العراق ، والذين عُرِفوا لاحقا بالسومريين ، وما زالت مدنهم باقية حتي اليوم ، مثل أقدم المدن السومرية في العراق وهي نيبور والتي تعني مدينة النوبيين ..
وحقيقةََ ما تصفحت مُؤلَفا قديما عن العرب وألوانهم الا وجدت انه يتحدث عن الادمة والسمار واللون الحنطي ..
ولنقرأ قول ابن الاثير في ألوان العرب …
*(أن الغالب على ألوان العجم الحُمْرة والبياض ، وعلى ألوان العرب الأُدْمَة والسُمرة*)
ولنتأمل قول الشاعر العربي الاموي مسكين الدارمي ، قاطعا به قول كل خطيب ، وساقيا به كل إدعاء جديب ..
*أنا مسكين لمن يعرفني ..*
*لوني السمرة ألوان العرب”*
وقول الامام الحافظ الذهبي ..
*”إن العرب إذا قالت فلان أبيض فإنهم يريدون الحنطي اللون بحلية سوداء”*
ولنستعرض بعضا مما خطه بعض العلماء الثقات ، حول ألوان العرب ، ونردف ذلك فيما جاءت به السنة النبوية ..
عن عمر بن شرحبيل قال ”قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيتني أردفت غنم سود ثم أردفتها غنم بيض حتى ما ترى السود فيها فقال أبو بكر يا رسول الله أما *الغنم السود فانها العرب* يسلمون و يكثرون *والغنم البيض الأعاجم* يسلمون حتى لا يرى العرب فيهم من كثرتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كذلك عبرها الملك سحرا”.
..
يقول أبو عبيد القاسم بن سلام (ت224هـ) :
” *الغالب على ألوان العرب السمرة والأدمة ، والغالب على ألوان العجم البياض والحمرة* “غريب الحديث ” (3/484) .
ويقول الأزهري رحمه الله (ت370هـ) :
” قال المبرد : قيل لولد العربي من غير العربية : هجين ؛ لأن الغالب *على ألوان العرب الأدمة* ، وكانت العرب *تسمي العجم : الحمراء لغلبة البياض* على ألوانهم ، ويقولون لمن علا لونه البياض أحمر ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة : *يا حميراء* ؛ لغلبة البياض على لونها . ( بعثت إلى *الأسود والأحمر” ) *فأسودهم* : العرب ، *وأحمرهم* : العجم ” انتهى من ” تهذيب اللغة ” (6/ 40) .
ويقول ابن عبد البر رحمه الله (463هـ) :
” *الأدمة لون العرب ، وهي السمرة في الرجال* ” انتهى من ” الاستذكار ” (8/333) .
ويقول الحريري البصري (ت516هـ) :
” يقولون في الكناية عن العربي والعجمي : *الأسود والأبيض* . والعرب تقول فيهما : *الأسود والأحمر* ، تعني العرب والعجم ؛ لأن *الغالب على ألوان العرب الأدمة والسمرة* ، والغالب على *ألوان العجم البياض والحمرة* ، والعرب تسمي *البيضاء حمراء* ، كما تسمي *السوداء خضراء* ” انتهى من ” درة الغواص في أوهام الخواص ” (ص/204) ..
يطلق البعض علي لون العرب “الاخضر” ، كما يفعل اهل السودان اليوم ..
قال الشاعر (وهو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب)
*وَأَنَا الأخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُنِي …*
*أخْضَرُ الجِلْدَةِ فِي بَيْتِ العَرَبْ*
ومما جاء في السيرة النبوية لابن هشام : وَصَاةُ الرّسُولِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِأَهْلِ مِصْرَ وَسَبَبُ ذَلِكَ أمنا هاجر ، الاميرة الكوشية ، التي أدني وأرزي بها حقد العنصر اليهودي المُضهدِ من الكوشيين من أميرة الي أمة جارية مملوكة : قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : حَدّثَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ قَالَ: اللّهَ اللّهَ فِي أَهْلِ الذّمّةِ ، أَهْلِ الْمَدَرَةِ السّوْدَاءِ السّحْمِ الْجِعَادِ فَإِنّ لَهُمْ *نَسَبًا وَصِهْرًا* ..
وذلك بحكم أن السيدة هاجر هي ام العرب الاسماعيليين الهاجريين ، قوم النبي محمد وأهله ورهطه الكرام ..
ومن جانب اخير ولتأكيد ما ذهبنا إليه ، نقول ان كل كتب التاريخ تورد ان معظم صحابة النبي الكريم ، تتراوح ألوانهم بين اللون *الاسمر والاسود* ..
ولنأتي لاستعراض بعضا مما كُتِب عن ألوان بشرة بعض صحابة رسول الله ص .. ولنبدأ بأبي بكر الصديق والذي جاء في وصفه أنه *أسمر* خفيف اللحم ، وهذا ما ذكره قيس بن حاتم ، وأورده عنه الامام الشافعي وعبدالاعلي بن حماد ..
أما عن عمر بن الخطاب ، فقد ذُكر ان جدته *أمة حبشية سوداء* ، وجاء في تاريخ اليعقوبي في تاريخه ان عمر كان ( طوالا ، أصلع ، أقبل ، أعسر أيسر ، *شديد الادمة* ، التي تقرب من السواد) وافادت كتب المؤرخين أن هذا السواد انتقل الي ابنائه واحفاده وذريته ..
اما الخليفة الثالث بن عفان ، فقد جاء في وصفه ، انه كان رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل ، عظيم الكراديس ، مجدور الوجه ، عظيم اللحية ، أصلع الرأس ، *اسمر اللون* ..
اما الامام الرابع علي بن أبي طالب ، فقد وصفته المصادر ، كما جاء في تاريخ الخلفاء بأنه شيخ سمين أصلع كثيف الشعر ، عظيم البطن واللحية ، أفطس الانف ، *شديد الادمة* ، اقرب الي السواد ..
ومن الذين وصفوا *بالسواد والادمة* الصحابي الجليل معاذ بن جبل ، فقد جاء في كتاب المعرفة والتاريخ ، ما رواه عائذ الله بن عبدالله عن أنه دخل المسجد يوما فوجد جماعة من أصحاب رسول الله يفوق عددهم الثلاثين ، بينهم شاب *آدم شديد الادمة* ، حلو المنظر ، وضيئ ، وهو أحدث الجالسين سنا ، فسألته عن إسمه ، فأجاب أنا معاذ بن جبل ..
وجاء في انساب الاشراف ان ابوسفيان بن حرب كان *أسود شديد السواد* ..
وكذا الخليفة الاموي عمر بن عبدالعزيز والذي جاء في ذكره أنه كان *اسمرا* ، دقيق الوجه حسنه ، نحيف الجسم ، وجاء في مصدر آخر أنه كان *اسودا افطسا* ، وهو المُلقب بالخليفة الاسود ..
ومن صحابة رسول الله وتابعيهم الذين وصفوا *بالأدمة وبشدة سمرة* ألوانهم نذكر …
الخليفة الاموي معاوية بن أبي سفيان ، وولده يزيد ، وهم ابناء ابوسفيان شديد السمرة كما أوردنا ..
… زيد بن سهل المعروف بطلحة الانصاري ..
… العباس بن عبدالمطلب وإخوته ..
… عبادة بن الصامت ..
… المقداد بن عمرو ..
… محمد بن مسلمة الانصاري
… عبدالله بن مسعود ..
… عمرو بن العاص ..
… سعد بن أبي وقاص ..
… ابوذر الغفاري ..
… الزبير بن العوام ..
… عثمان بن مظعون ..
… عمار بن ياسر ..
… معاذ بن جبل ..
… سعيد بن زيد بن عمرو
بن نفيل
… زيد بن الخطاب ..
… جعفر بن ابي طالب
… عبدالله بن مسعود ..
… عبدالله عقبة بن ابي
ابي لهب وابنه الفضل
مما سبق نخلص الي أن ..
… العرب *قبيلة كوشية قديمة* هاجرت من ارض كوش ( السودان الحالي) الي ارض العرب الحالية ..
… ان لون العرب الأصلي هو *الأدمة وهو السمار* ، وفيهم من يغطيه شدة السواد ..
أن العرب الحاليين من أصحاب البشرة البيضاء ، هم عجم وافدين بنص اقوال النبي الكريم ، وتأكيدات العلماء الثقات… خاصة مجموعات الترك والفرس والخزر والتتار المستعربين وغيرهم ..
… ما يسمي بالجين العربي J1 , والذي أسميه بالجين الكوشي ، أكثر مناطق انتشاره في السودان واليمن والسعودية ، وذلك تبريره وحدة الاصل الكوشي لسكان هذه المناطق ..
إن شاء الله سوف أواصل في الجزء الثاني عن أصل العرب بإستفاضة ، والتعريف بأسمائهم القديمة ، خاصة الاسم المتداول في وثائق القدماء بإسم السراكنة والهاجريين والطيايا ، وسوف أوضح أصول الازد وقبائل اليهود النصاري سكان مدينة الرسول الاوس والخزرج ..
كما سأوضح فيه العرب البائدة والمستعربة ، ومن هم العدنانيون البجاويون ، وأصولهم الكوشية ، مع شرح لأصول بعض مجموعات اليهود البني عامرية ..
وفي الجزء الثالث ، سوف أستعرض بعضا من وجود بني اسرائيل في الشمال والغرب ، وقبائل الكنعانيين في أرض الجزيرة ، وقبائل الكواهلة الامونية وامتداداتها حتي موريتانيا ممثلة في قبائل بني هلال وبني حسين وغيرهم ..
..
وختاما نقول لهؤلاء الادعياء ، ٱستوعبوا ما قلناه أعلاه ، ومن ثم تأملوا وقرروا من يستحق الطرد من الجامعة العربية ، هل هم العرب السمر احفاد الكوشيين ، أم العجم البِيض أحفاد الخزر والترك والفرس والمغول والتتر …؟
ولله في خلقه شئون …
*حيدر التوم خليفة*
الخرطوم سبتمبر ٢٠٢٢