رأي
الاثنين الأغر… يوم الأفراح والعزة للشعب السوداني بقلم البروفيسور/ أحمد صباح الخير رزق الله
كان يوم الاثنين، يوماً لأفراح الشعب السوداني، وحق للشعب أن يفرح.
وأول هذه الأفراح كان انتصار الدبلوماسية والحكومة السودانية وبتوفيق الله سبحانه وتعالى بنجاة السودان من شرك الاستعمار الجديد، الذي وضعت سيناريوهاته المدمرة بعناية ومكر كبير، فقد كان لاستخدام روسيا لحق الفيتو ضد القرار البريطاني الفرنسي، قراراً مهماً ومفرحاً للشعب السوداني، ضد الحرب العالمية على السودان، والذي تنفذه دويلة الامارات العربية، ويقف من خلفها اكبر دولتين مستعمرتين ومذلتين في افريقيا والعالم كله وهما(بريطانيا وفرنسا) وكانت هاتين الدولتين تسعيان لفرض استعمار جديد للسودان وتفتيته، بادخال جيوش من توابعها وصنائعها من الدول الافريقية العميلة، والتي أبدى بعضها في اطار حربها الشاملة على السودان ، الاستعداد لارسال جنودها للسودان، بدعوي حماية المدنيين في السودان. هذا المشروع الذي باطنة الرحمة بالناس، وظاهره هزيمة الشعب السوداني، وتحييد قواته المسلحة وتحجيمها، هذه القوات الوطنية المشبعة بحب الوطن، و التي تسير الآن من انتصار لانتصار، وبهدف منح قبلة الحياة لمتمردي الدعم السريع الذي ظهرت بوادر إنهياره وهزيمته للعيان. وقد وصف مندوب بريطانيا بعد أن خاب مشروعه وفشل سعيه بالفيو الروسي بأن قال واليأس يملأه: (هذا الفيتو الروسي هو عار كبير). ونسي هذا المندوب العار الذي اركتبته امبراطوريته العظمى، التي كان يقال عنها أنها (الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس) ومعها فرنسا الي احرقت المناضلين في المغرب العربي، والتي استعمرت الشعوب وقتلت الابطال الوطنين لمدافعين عن ارضهم شنقاً وإخفاءاً قسرياً، وفصلا عنصريا لشعوب افريقيا وآسيا وفي جزر الفوكلاند وغيرهم، ونشرت الأمراض الفتاكة والاوبئة والمجازر وقامت باسترقاق الشعوب، وغيرذلك من صنوف الاضطهاد والتدمير، فاستحقت لقب (امبراطورية العار).ونقول لمندوب بريطانيا (العار أنتم أهله).
ثاني الاخبار المفرحة: هو خبر الصعود المستحق لمنتخب السودان الوطني الى نهائي البطولة الافريقية (أمم افريقيا)في دولة المغرب الشقيق، هذه البطولة اثبت فيها ابناء السودان علو كعبهم وجسارتهم، بعدما انتزعوا نقطة غالية من فك المنتخب الأنغولي الشرس، بعد تعادل بطعم الفوز، واعادوا الافراح لشعب السودان، أحد مؤسسى اتحاد كرة القدم الافريقي، في زمن قلت فيه الافراح، نتيجة لما قامت به قحت المجرمة وجناحها العسكري الدعم الصريع القاتل، من قتل وتشريد واغتصاب لحرائر السودان، وقد تألق شباب السودان رغم الجراح والآلام، وفقد الأحبة، وأثبتوا ما قاله شاعر السودان: (نحن في الشدة بأس يتجلى) فكانوا نعم الابطال، كما وأثبتوا للعالم أجمع أن شعب السودان يمرض ولكنه لا يموت، وأنه شعب معلم، وقوي وغير قابل للانكسار، رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين، فلكل هؤلاء الأبطال الوطنيين نوجه التحية والتقدير والاحترام لهم جميعاً، لاعبين ومدربين وإداريين ومشجعين، ونقول لهم: لقد اثلجتم صدورنا وكنتم كما العهد بكم رجالاً وأسوداً ، ونشكركم على بذلكم وعزيمتكم فالرياضة اخوتي اصبحت سفارة، ولولا الرياضة، لما عرفنا البرازيل ولا الأرجنتين، ونقول لهم أن انتصاراتهم هذا اليوم، كان انتصاراً للأمة السودانية جمعاء، تماماً كحمل السلاح للدفاع عن الوطن وعزته وكرامته، فقد أدخل هذا النصرالسرور والبهجة في قلوب كل السودانيين، واعاد الامل في غد مشرق، وما أحلى الانتصار.
ثالث الافراح في هذا اليوم الجميل: هو خضوع المتغطرس الامريكي (توم بيرللو) المندوب الامريكي للسودان، والذي ظن نفسه سيداً على السودان يأمر وينهى ويبدو أنه لم يقرأ شيئا عن تاريخ سلفه المتغطرس غردون باشا، وذلك من خلال سعيه لاضطهاد واستحقار الشعب السوداني والقيادة السودانية، عندما طلب أن يقابله رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان في مطار بورتسودان، وكأنما السودان ولاية امريكية، بحجة عدم وجود الأمان في بورتسودان، وذلك حتى يرسل رسالة سالبة للمجتمع الدولي، مثبتاً فيها بعدم وجود الامن في السودان، وهي خطة ماكرة ومجرمة، تهدف لاكمال حلقة التآمر لفرض دخول قوات متعددة الجنسيات للسودان، هدفها ظاهرياً انساني لإنقاذ أهل السودان، وهي في حقيقة الأمرنشر قوات استعمارية، ولكن هذا المندوب التعيس اصطدم بصخرة قوة القيادة السودانية، المتمسكة بمبادئها الوطنية، المدعومة من جيشها وشعبها الصابر الحر، الذي لا يقبل الظلم ولا الإهانة، فاضطر المبعوث التعيس بعدما أفل نجم حزبه المهزوم، ودنو أجل مفارقته للمنصب، أن يسعى لحفظ ماء وجهه، فجاء اليوم مضطرا لبورتسودان، لمقابلة أسد السودان البرهان، فحق للشعب أن يفرح بهذا النصر المؤزر فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
رابع الأفراح: هو ما سرب من معلومات عن الانتصار الكبير في مسارح العمليات خاصة اخبار فاشر السلطان الابية
وصمودها الاسطوري وتصدي قواتها المسلحة الباسلة والاجهزة الامنية المختلفة، والقوات المشتركة الوطنية، وصمود مقاومتها الشعبية والتي التي يجب أن تعتبر نموذجا يحتذي به في الدفاع ومقارعة الأعداء، فقد تدافع اهل الفاشر للقتال، ولم يتخلف منهم أحداً، رجالاً ونساءاً، وشيبا، وشبابا، وحتى اصحاب الحاجات، دفاعا عن العرض والأرض. هؤلاء الذين تكسرت الابطال تحت اقدامهم كل محاولات الجنجويد، التي فاقت المائتين هجوم، في أمواج بشرية مدججة بالسلاح، فقدت فيها المليشيا المتمردة معظم قادتها الكبار وقوتها الصلبة، وأراحوا العالم من مطاريد افريقيا ومرتزقتها وعربان الشتات سفاكي الدماء، الذين جاءوا للسودان طمعاً في المال والثراء والمغنم، يحملون الحقد والحسد والكراهية، يعاونهم بعض الحاقدين وضعاف النفوس والمجرمين، فكانت نهايتهم في دارفور والخرطوم وجبل موية وبابنوسة وغيرها من بقاع السودان، حتى شبعت منهم الكلاب.
فالدرس المستفاد من كل ذلك أن فاشر لسلطان قد إنعدم فيها تماماً إسم (المتعاونين مع التمرد) كما حدث وبكل أسف في كثير من بقاع السودان، والتي ساعد الخونة والمتعاونين فيها، على تدمير مناطقهم وسبي نساءهم وقتل أهلهم، مقابل حفنة من مال أو وعد كذوب بجاه وسلطان. هذا خبر مفرح للشعب السوداني فقد أثبت أهل الفاشر الشرفاء للجميع أن السودان لن يؤتى من دارفور وهو ما يدعو للاطمئنان والفرح.
كما سعد الشعب السوداني في هذا اليوم السعيد باسماع أخبار سارة بتقدم كبير للقوات المسلحة والقوات المساندة نحو مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار وحريرها لعدد من المناطق على تخوم سنجة، مما يبشر بأخبار سارة في مقبل الأيام بتحرير سنجة، والخبر الأكبر بتحرير عروس المدائن (ود مدني) وكل الجزيرة الحبيبة، وتنظيف وسط السودان كله من دنس المليشيا، التي انتقمت وبفظاظة كبيرة وغريبة وبحقد دفين، من إنسان الجزيرة الكريم الحنون المسالم و المتسامح مع الجميع.
وهناك في عطبرة الصمود صدت مدفعية عطبرة بابطالها الصامدين لمسيرات غادرة اطلقتها المليشيا المتمردة صباحاً لترويع الآمنين وبث الرعب ، فكان التصدي لها من ابطال القوات المسلحة ولم تصب أحدا، وأثبت الأبطال أن الجيش صاحي .
فنرجو من الله تعالى أن ينصر قوانا المسلحة الباسلة، وقواتنا الوطنية المشركة، والمستنفرين والمجاهدين، وأن تكتمل الأفراح بتحرير كل شبر من أرض السودان الطاهرة، وأن تكتمل الأفراح بانتصار عزيز يعيد الناس الي بيوتهم ويعود كل السودانيين نازحين ولاجئين الى ديارهم معززين مكرمين .وما النصر إلا من عندالله.