رأي
أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: “أبو الغيط” أعني ضاع تالدنا!!!
كنت قبل شهر من اليوم أستمع باسى بالغ ماخطه شاعر مصر العربية هشام الجخ؛ من كلمات تجمع بين الفصحى والدارجة وهو يصف في قصيدته التي شارك بها في إحدى مؤتمرات مسابقات الشعر الثقافية في الوطن العربي وقصيدته التي سماها ” التاشيرة”.
في تلك القصيدة المعبرة يظهر “تمرد” الطفولة فيه لواقع عربي معاصر كئيب تكرهه النفس العربية وفق ماتشبعت بارث عربي تليد حفظه التأريخ واكتست به مناهج التعليم في الوطن العربي حينما يمجدون العربي وكيف هو أخ أصيل لبني جلدته من العروبة؛ وكيف أن الإطار الجغرافي العربي والحدود مفتوحه لكل من تجري في عروقه الدماء العربية.
هذا الشاعر تحدث باسى وبعض قادة الدول العربية يجلسون أمام منصته وهو يبث شكواه في “زفرات حرى” يعاتبهم بأن ما حملته طفولته البريئة حين ذاك من قيم نحو العربي والعروبة شكلتها مناهج التعليم وقتها لم يجدها بعد ان كبر وقوى عوده؛ بل إنه وجد واقعا مغايرا تماما لما ظل يشبع به ابان طفولته عن الوطن العربي الكبير.
تذكرت هذه القصيدة المعبرة والسودان يرحب بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط؛ الذي زارنا قبل عدة أيام ومضى.
عندما قرأت خبر حضور أبو الغيط للسودان بصراحة لم أكن من المتحمسين أو المتفائلين بأن زيارته ستترك أثرا ملموسا في واقع السودان الذي ظل ومازال يرزح تحت وطأة الحرب اللعينة التي أجبرت أعداد كثيرة للفرار من بلادهم وهو يتمتمون ببيت شعر يقول ” بلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام.
الجامعة العربية لم يتبق منها سوى لافتتها فقط وهذا شيئ مؤسف؛ كنت امني نفسي “كسوداني وعربي” أن تكون الجامعة العربية ماخذة بزمام المبادرة عندما يطرأ أي طارئ لدولها الأعضاء لأن هذا في تقديري سبب نشؤوها ووجودها فإن لم تحل اشكالاتي كسوداني في محيطي العربي والافريقي لا أظن أن هناك حل قد ياتيني من الخارج؛ وبقياس علم الإعلام الذي درست مبادءه في الجامعة قبل ردح من الزمن تقول القاعدة الإعلامية ” أن الخبر الذي بنقله الصحفي والإعلامي يظل تأثيره كثيرا كل ماكان قريبا للمتلقين” ومعنى هذه القاعدة الإعلامية في واقعنا أن الخبر عن السودان يكون تأثيره أقوى في محيطه العربي والافريقي؛ ولكن أن اتسعت رقعة الخبر لتغطي العالم بأسره فيقراه العالم من باب التسلية والمعرفة فحسب وليس من باب وضع الحل للدولة المنكوبة..
قصيدة الشاعر المصري أعلاه تتمرد على هذا الواقع وانا “من متصتي” كما يقول زميلي وصديقي “عاشق الجزيرة” ياسر الفادني أعلن تضامني مع تمرد الشاعر لان في بالي ذات القيم والموروثات العربية الأصيلة؛ وفي حلقي ذات الغصة وفي قلبي ذات الشجن الاليم.
انا مصر على أن يتطابق ما خطه لنا التأريخ من ماضي عريق نتباهي به حيث لا ” تاشيرة” للدخول والتجول في العالم العربي الفسيح من الخليج الى المحيط؛ ومصر كذلك على أن ترجع الصورة الزاهية للعروبة واهمس في أذن ابو القيط واقول: أبا الوليد اعني ضاع تالدنا وقد تناوح احجارا وجدرانا
وكذلك نعمل معا من اجل الوحدة العربية الكبرى ونستعيد الفردوس المفقود من بعد زمان سحيق.