رأي

جدية عثمان تكتب في مسافات: الخرطوم تنهض من بين الرماد.. والبرهان يعود أسدًا يمشي على بساط العزّة والكرامة

مسافات.. جدية عثمان
لندن.. 20 يوليو 2025
الخرطوم تنهض من بين الرماد.. والبرهان يعود أسدًا يمشي على بساط العزّة والكرامة
هبطت الطائرة في مطار الخرطوم، لا كأي طائرة، بل كرمز صلب لعودة الكبرياء و الوطنية، وعنوان جديد لمرحلة النهوض. لم تكن مجرد زيارة عابرة، بل لحظة انبعاث للعاصمة التي تأبى أن تُكسر، مهما حاقت بها العواصف. تابعنا المشهد و رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ينزل على أرض المطار كما الأسد العائد إلى عرينه. خطواته كانت ثقيلة بالمعاني، خفيفة على أرض اعتادت صهيل الأبطال. وجهه البشوش، وقد غطّته ملامح النصر، بعث فينا نبض أمل لا تخطئه القلوب. كأن الشهاب قد اخترق ظلمة الغياب وها هو ينير سماء الخرطوم من جديد.
كم من ذكرى استيقظت في تلك اللحظات؟ كم من حلم مؤجل نهض من تحت الركام؟ الخرطوم التي كانت بالأمس مسرحًا للحرب، تعود اليوم قلبًا نابضًا بالأمل، بفضل صمود شعبها وتضحيات جيشها. لم يكن المشهد بروتوكوليًا، بل لحظة وطنية خالصة، تنقش في ذاكرة كل سوداني معنى السيادة والانتماء.
ما أشبه الخرطوم الآن بطائر الفينيق، ينهض من رماده ليحلق عاليًا في فضاء الكرامة. زيارة البرهان لم تكن فقط خطوة عسكرية أو سياسية، بل إعلان صريح بأن العاصمة هي الخرطوم، وستظل كذلك.
في لحظة وصول الطائرة، أحسسنا أن الخرطوم استعادت نبضها، وأن كل شارع وكل حجر فيها يهمس: “مرحبًا بكم في عاصمتكم.”
مشاعر الأشواق التي خالجتنا، ليست فقط لأمكنة، بل لزمن الكرامة، لمشاعر الانتماء، لذاكرة الوطن التي حاولوا طمسها، لكنها استعصت عليهم. الخرطوم اليوم ليست كما كانت بالأمس. هي أكثر وعيًا، أشد صلابة، وأقرب إلى حلمها بأن تكون بحقّ عاصمة لكل السودانيين، موحدة، عزيزة، حرة.
وإن كنا في هذه اللحظة نحتفي بزيارة القائد إلى العاصمة، فإن الاحتفال الحقيقي هو بعودة الإرادة الوطنية إلى مركزها، بعودة السيادة إلى مهدها، بعودة السودان إلى عهده الجميل و مستقبله المُشرق .
مسافات.. جدية عثمان
لندن.. 20 يوليو 2025

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى