رأي

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: عندما نعجز عن تصور المعنى الحقيقي لمولده صلى الله عليه وسلم

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: عندما نعجز عن تصور المعنى الحقيقي لمولده صلى الله عليه وسلم

ولانه مولد النور فالكلام هنا يشابه ماحدث في سدرة المنتهى والرسول يستمع “بكلياته” الى الوحى الالهى؛ وبمثل ماعجزت عنه اللغة في توصيف ماحدث هناك “سدرة المنتهى ” واكتفى الوصف الالهى ب” فاوحى الى عبده ما اوحى” فاننا كذلك نعجز عن توصيف “نور الانوار سيد السادات وخاتم النبيين” اهميه وجوده كبشر ونبي ورسول خاتم’ لان كل الكون بما فيه لم تظهر اهميته الا بمبعثه الكريم.

وان كان هناك من قول بهذه المناسبة التي يجب ان نحييها في كل حركة وسكنة من عمرنا وليس يوما واحدا في الحول نقول ان سر الاسرار منح للامة المحمدية التي ارتضت ان تكون اخر الامم زمانا ولكنها اخذت الجائزة بان تكون اول الامم دخولا للجنان؛ فلولا الاسلام ماعرف الناس عادا وثمودا ولا قريشا ولا فرعونا ولا ابينا ابراهيم وموسى وعيسى عليهم افضل السلام وعلى نبينا محمد افضل الصلاة والسلام.

ففي تعريفات القرآن الكريم ” فيه نبا ماقبلكم ونبا ما يعدكم” فكلام الله العظيم حلقة وصل بين سائر الشعوب والامم.

فكل الاخبار عن الامم السابقة قبل الاسلام كانت عبارة عن تاويلات واحاديث غير محكمة وفيها من الزيادة والتقصان ما يقدح في مصداقيتها؛ ولكن كتاب الله الحكيم فرق فيه الله بين الحق والباطل؛ فكان خبرا موثوقا وترجمة منظورة لتاريخ الامم السابقة واللاحقة الى ان تقوم الساعة.

فلولا ميلاده لظلت امم وشعوب متواترة في غيها الى يوم يبعثون؛ ولظل الظلم سيد الموقف وعدم معرفة الله الحق هي السمة السائدة لمجتمعات كبيرة وكثيرة.

ولولا ميلاده لاستمر وأد النساء الى يومنا هذا ولم تشعر امرأة واحدة في العالمين ” بالامن والسلم المجتمعي” حقوق خلق كثير كانت ستقبر وتوارى الثرى حيث لا قانون الا قانون ” ما اريكم الا ما ارى”.

بمولده عرف المسلمون قيمة الدنيا وكيف يمكن ان تكون مطية للاخرة؛ وعرفوا انهم موقوفون بين يديه سبحانه وتعالى.

بمولده عرفنا ان للانسان كيانا وحرمة وحقوق وعليه واجبات؛ وان الانسان عندما خلقه الله لم يكن ذلك عبثا وانما لوظيفة معينة وعمل معلوم.

ان مولد النور هو نور لكل الناس وكل الكائنات فبركته تخطت الحجر والشجر.

مولده تذكره للناس لانه صلى الله عليه وسلّم قال: “بعثت انا والساعة كهاتين” .

فعليه الصلاة والسلام بقدر اوراق الشجر وماء النهر وعدد خلق الله.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى