ياسر الفادني يكتب في من اعلى المنصة: نورٌ على نور… حين تمدّ هيئة المواصفات والمقاييس يدها لخدمة أهل القرآن في ود الفادني

من أعلى المنصة
ياسر الفادني
نورٌ على نور… حين تمدّ هيئة المواصفات والمقاييس يدها لخدمة أهل القرآن في ود الفادني
في مشهدٍ حفته البركة وعمّت فيه السكينة، كانت هيئة المواصفات والمقاييس بقطاع الجزيرة حضورًا باهرًا يسجّل في صفحات العطاء بمداد من نور، ففي باحة مسجد خلاوي ود الفادني العريقة، حيث تُتلى آيات الله آناء الليل وأطراف النهار، تم تسليم قافلة دعم عامرة بالخير لطلاب الخلاوي، حملت معها مواد غذائية ومعدات مياه، وجاءت امتدادًا لنهج المسؤولية المجتمعية الذي تُجسّده الهيئة عمليًا لا قولًا، وبمتابعة وتوجيه مباشر من الأستاذة رحبة سعيد المدير العام، التي تستحق كل الشكر والثناء والامتنان
لم يكن المشهد مجرد توزيع مواد أو دعم لوجستي، بل كان لحظة امتزج فيها العمل بالنية الطيبة، والجهد بالإخلاص، فغدت المناسبة بطابعها الروحاني محرابًا تنسدل عليه رحمات السماء، قيادات رسمية وشعبية نافذة حضرت وشاركت، وتحوّل المحفل من بركة إلى دعاء وذكر وتضرع لله بنصر القوات المسلحة التي تقاتل الآن لتبقى راية الوطن عالية وشامخة، وليظل السودان أرض العزة والمنعة والقدر الرفيع
إن اختيار خلاوي ود الفادني هذا الصرح الضارب في عمق التاريخ، الحافظ لتراث القرآن وخدمة أهله لم يكن اختيارًا عابرًا، بل كان رسالة صادقة من هيئة المواصفات أنها في قلب المجتمع، وأنها تهب الخير لأقدس المؤسسات وأشرفها مقامًا، هذا الضوء الساطع الذي أطلقته الهيئة في سماء الجزيرة يؤكد أنها ليست جهة فنية فحسب، بل مؤسسة تمتلك ضميرًا حيًا ويدًا تمتد حيثما كان القرآن وأهله، وحيثما وُجدت الحاجة إلى العون
كان للقافلة أثر كبير ظاهر، تُرجم في ابتسامة الخليفة محمد الخليفة الريح شيخ خلاوي ود الفادني، وفي الدعوات التي انطلقت صادقة من أفواه الطلاب ومواطني القرية، الذين رأوا في هذا العمل تجريدة مباركة تستحق الشكر بقدر ما تحمل من خير وكرم ونية خالصة ولسان حالهم يلهج بالدعاء لمن أسهموا في هذا الفضل، تقديرًا لما قدمته الهيئة وما خطّه دكتور بدر الدين بربري ورعته الأستاذة رحبة سعيد من عمل يرى الناس أثره، ويراه الله قبلهم
إن من يخدم أهل كتاب الله إنما يفتح لنفسه بابًا من أبواب البر، ويودع عند الله أجرًا لا يضيع، ويكتب لنفسه ذكرًا طيبًا يجري في الأرض كما تجري أنهار الرحمة، فهنيئًا لهيئة المواصفات والمقاييس هذا الفعل الكريم، وهنيئًا لكل من ساهم وسعى، فقد أحيوا سنة العطاء، وربطوا الدنيا بالآخرة، والواجب المؤسسي بروح الإيمان
تحية لهيئة المواصفات والمقاييس مثنى وثلاث ورباع وألآف التحايا… فقد أطلت بوجه مشرق في زمن يحتاج السودان فيه إلى مثل هذه اللمسات المخلصة، وياهو دا السودان… وياها دي الجزيرة المعطاءة التي لا تخذل أهل القرآن ولا تخذل أهلها حين يدعوهم الواجب إلى الخير.






