سياسة

المبعوث “ساترفيلد” وتقاطع المصالح الامريكية بالمنطقة!!

الخرطوم: سودان بور
اعلنت السفارة الامريكية بالخرطوم الأربعاء اضطرار المبعوث الخاص للقرن الأفريقي السفير ديفيد ساترفيلد إلى اختصار اجتماعاته في الخرطوم ومغادرة البلاد لأسباب شخصية ويتطلع السفير إلى العودة في أقرب وقت ممكن لمواصلة دعم الانتقال السياسي في السودان! هذا فيما اكدت السفارة سابقا سبب زيارة المبعوث لإجراء مشاورات واسعة تستغرق يومين، وتهدف “لإشراك أصحاب المصلحة في دعم رغبة الشعب السوداني في دفع عجلة التحول الديمقراطي في بلادهم في ظل حكومة يقودها مدنيون”!
رغم تصريح السفارة وتقديمها لسبب قطع مبعوثها المفاجئ لزيارته المختصرة مرة بالاسباب الشخصية وتارة بالصحية الا ان هناك غموض وحالة من الشك اثيرت بعد قطع الزيارة المفاجئة التي حملت البي بي سي علي تسميتها بالظروف الغامضة! خاصة وانها كانت كما هو معلن من اجل دعم العملية الاممية التي تقودها بعثة الامم المتحدة بالسودان لتسهيل وتيسيير المشاورات بين الاطراف السودانية من أجل معالجة الازمة السياسية بالبلاد! وذلك تزامنا مع ما رشح من انباء باجتماع قيادات من قوى إعلان الحرية والتغيير مع رموز من المكون العسكري بوساطة سعودية لابتدار حوار لحل الازمة السياسية المستفحلة بالبلاد! وتساءل الجميع حول امكانية ان يكون هذا اللقاء سببا لقطع المبعوث فجأة لزيارته الي الخرطوم! وهل هنالك تنسيق ما بين الدولتين امريكا والسعودية؟ خاصة وان السعودية لايمكن ان تقدم علي امر كهذا قيادة مبادرة جديدة في ظل المهمة الاممية التي عقدت امريكا لدعمها مؤتمرا في عاصمتها الرياض! خاصة وان العادة جرت في التعاطي الامريكي بانابة احد دول محورها في المنطقة لتولي مثل هذه الملفات! ولا ننسى ايضا المناشدات التي ظلت تطلقها لاسرائيل بالمساعدة في هذا الملف! يبدو ان امريكا لاعتبارات عديدة رأت ان المملكة السعودية انسب واجدر بتوليها الملف لاحداث اختراق إيجابي في هذا الجانب!
ويرى كثير من المراقبين بغض النظر عن الاسباب الرئيسة لقطع الزيارة المفاجئة للمبعوث الأمريكي ان هناك شكوكا عميقة في الدور الامريكي في المشاركة بالازمة السودانية؛ وهل تشكل زيارة المبعوث الامريكي رافعة لدفع العملية الاممية الي الامام ام مزيدا من تثبيت النفوذ الامريكي في المنطقة؟!
مقارنة بتصريحات مساعدة وزير الخارجية الأميركي “مولي فيي” التي حددت الاستراتيحية الامريكية تجاه السودان باعتباره ساحة لصراع تقاطع مصالحها مع روسيا!
وذلك ماهو معروف عن امريكا في ادارة علاقاتها الخارجية بحسب التاريخ والتجارب وواقع سياساتها العملية في العالم انها لاتهتم سوى بمصالحها! وهذا ما سوف تسعى له من خلال اتخاذها معالجة الازمة السياسية بالسودان مدخلا لهذه المصالح! فهي لا تساعد الا بمقدار ما تبعد الاخرين عن الساحة ليخلو لها الجو من أجل السيطرة التامة علي مقدرات البلاد؛ وحياكة خارطة مصالحها الحيوية بالمنطقة! ولايهمها حقيقة مايرفعه المواطنون السودانيون من شعارات الثورة من الحرية والسلام والعدالة! الا بقدر ما تسمح لها هذه الشعارات بمزيد من النفوذ واحكام السيطرة علي كامل البلاد؟!

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق