تحقيقات وحوارات
التلويح بالمجاعة بالسودان .. مخطط أممي للتدخل القسري وأكاذيب يدحضها واقع الحال!!
الخرطوم: سودان بور
في تطور مفاجئ حذرت كل من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة المعروفة اختصارا ب(الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، من التاثيرات المجتمعية الناجمة عن النزاع والأزمة الاقتصادية وضعف الحصاد على إمكانية حصول الناس على الغذاء، وتعرض ١٨ مليون سوداني لمجاعة.
ويرى مراقبون ان هذه المعلومات لا تعدو كونها مخطط من الأمم المتحدة نفسها لتطويق الحصار على الحكومة الحالية في السودان من خلال إظهار أن البلد يعاني الجوع وهناك ١٨ مليون مهددين بالمجاعة.
ويقول الخبير الاستراتيجي والاقتصادي معتز حسن أن هذا الحديث مردود على المنظمين الدوليتين، ويضيف العالم يعرف من خلال تصنيف للأمم المتحدة نفسها أن السودان ضمن ثلاثة دول تملك احتياطي الغذاء حال ضربت المجاعة العالم ، فكيف يستقيم الأمر ، أن تكون واحدة من هذه الدول الثلاثة معرضة للمجاعة.
واعتبر حسن التصريح مجرد كرت سياسي تستخدمه المنظمة الأممية عبر واجهاتها لتنصيف السودان دولة عاجزة بما يسهل عليها عملية التدخل بموجب الفصل السابع لحماية المواطنيين ، ويضيف هذه المعلومات أكاذيب وليس العكس هو الصحيح، ويشير الى وجود أهداف حقيقية، وتابع أكاذيب المنظمة الاممية توضح الأهداف المدسوسة.
ويقطع حسن بأن السودان يملك ارضي زراعية شاسعة وكبيرة وخصبة وواعدة لزراعة اي محصول، ويضيف نحن دولة زراعية واذا كنا قد نسينا ذلك فعلينا أن نعي جيدا ما تنتجه الأرض السودانية من سلع نقدية في غاية الأهمية.
وبعث حسن برسالة للأمم المتحدة ومنظماتها بأن السودان مستعد لسد فجوة الغذاء في العالم وليس بحاجة للغذاء كما تدعون.
وحذرت كل من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالم من أن التأثيرات المجتمعة الناجمة عن النزاع والأزمة الاقتصادية وضعف الحصاد تؤثر بشكل كبير على إمكانية حصول الناس على الغذاء ومن المرجح أن تضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الحاد في السودان إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر 2022.
وقال إيدي رو، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في السودان: “هناك بالفعل علامات مقلقة على تقلص إمكانية الحصول على الغذاء والقدرة على تحمل تكاليفه وتوفره بالنسبة لمعظم الناس في السودان، مما يدفع عدد أكبر من الناس إلى المزيد من الفقر والجوع”.
في الأشهر الأخيرة، كان هناك ارتفاعا في أعداد النازحين بسبب الصراع في أجزاء من دارفور ومنطقة كردفان. وقد أدى انعدام الأمن إلى تآكل سبل كسب العيش، وألحق أضرارًا بالمزارع، وأدى إلى انتشار البطالة على نطاق واسع.
وقد أدى انخفاض قيمة الجنيه السوداني بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الغذاء والنقل إلى زيادة الصعوبة بالنسبة للأسر لتوفير الطعام على موائدهم. ومن المرجح أن يؤدي عدم إمكانية الحصول على العملات الصعبة إلى مزيد من الانخفاض في قيمة الجنيه السوداني.
ويشير تقرير بعثة تقييم المحاصيل والأمن الغذائي ((CFSAM الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي إلى أنه من المتوقع أن يكون الإنتاج المحلي من الحبوب في الموسم الزراعي 2021/22 نحو 5.1 مليون طن متري. وهذا سيغطي فقط احتياجات أقل من ثلثي عدد السكان، مما سيترك الكثيرين يعتمدون على المساعدات الغذائية الإنسانية وعلى واردات الحبوب الأساسية بأسعار تفوق قدرة معظم الناس.
وقال باباغانا أحمدو، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في السودان: “ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة المدخلات الزراعية الأساسية مثل الأسمدة والبذور يعني أن المزارعين ليس لديهم خيار آخر سوى التخلي عن إنتاج الغذاء إذا لم يتلقوا الدعم الفوري. ومن المحتمل أن يكون لذلك عواقب وخيمة ليس فقط على أمنهم الغذائي، ولكن أيضًا على مدى توفر الغذاء في السودان وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من الصراع والنزوح.”
يبدو الوضع قاتمًا بالنسبة للملايين نظراً لأن الصراع في أوكرانيا يتسبب في مزيد من الارتفاع في تكاليف الغذاء، حيث يعتمد السودان على واردات القمح من منطقة البحر الأسود وسيؤدي انقطاع تدفق الحبوب إلى السودان إلى زيادة الأسعار وزيادة صعوبة استيراد القمح وتبلغ الأسعار المحلية للقمح حاليًا أكثر من 550 دولارًا أمريكي للطن – بزيادة قدرها 180 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.
وأضاف السيد رو: “إن تداعيات الرصاص والقنابل التي تسقط على أوكرانيا ستظهر على نطاق واسع، بما في ذلك هنا في السودان، حيث من المتوقع أن تعاني العائلات أكثر بعد أن تصبح الوجبات الأساسية رفاهية للملايين ولكن في الوقت نفسه، يجد برنامج الأغذية العالمي نفسه في موقف سيئ يتمثل في عدم وجود موارد كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة.”
ففي عام 2021، كان برنامج الأغذية العالمي يمثل شريان الحياة لنحو 9 ملايين شخص في السودان عانوا من الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي. وعلاوة على المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، فإن الدعم النقدي ودعم سبل كسب العيش قد تساعد الأسر ليس فقط على البقاء على قيد الحياة، ولكن أيضًا على الازدهار. ولكن هذا العام، تنخفض
مخزونات الغذاء التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في السودان بشكل خطير، ودون تمويل جديد ستبدأ في النفاد بحلول شهر مايو. وقد أدت أزمة التمويل، حيث بلغ العجز 270 مليون دولار أمريكي، إلى إجبار برنامج الأغذية العالمي بالفعل على إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً من الفئات الضعيفة، مما يعني أن الآخرين المحتاجين سيحرمون من الدعم، وقد يكون من الضروري إجراء مزيد من التخفيضات إذا لم يتلق البرنامج أموالاً جديدة على الفور.
في عام 2021، وصلت الفاو إلى ما يقرب من 1.5 مليون شخص من الفئات الضعيفة في السودان ووفرت لهم سبل كسب العيش المنقذة للحياة لتعزيز سبل كسب الرزق القائمة على الزراعة. وهذا العام، تحتاج الفاو 51.4 مليون دولار أمريكي لدعم مليوني أسرة زراعية ورعوية ضعيفة وتمكينها من إنتاج غذائها، والحفاظ على ماشيتها حية ومنتجة، وتعزيز قدرتها على الصمود. وهناك حاجة إلى دعم عاجل لتوفير المدخلات الزراعية الضرورية للأسر الزراعية الضعيفة قبل بدء موسم الزراعة الرئيسي في يونيو حتى يتمكنوا من إنتاج ما يكفيهم من الغذاء والاعتماد على الذات.