سياسة
التدخلات الإقليمية والدولية والاجندة الخارجية اسهمت في فشل الفترة الانتقالية
الخرطوم: سودان بور
جدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن “عبد الفتاح البرهان” في خطابه بمناسبة تخريج مجموعة دفعات من طلاب جامعة كرري والكلية الحربية موقف الجيش من السلطة وانه لا يريد السيطرة عليها، وهو مستعد علي الدوام التخلي عنها اذا توافر اجماع وتوافق القوى السياسية بالبلاد! وكشف في خطابه السبب الرئيس وراء تعثر الفترة الانتقالية! وهو تدخل الأطراف الإقليمية والدولية في الشؤون الداخلية للبلاد!
هنالك من يرى في حديث البرهان محاولة لصرف الانظار عن قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي وانها سبب تعثر الفترة الانتقالية! كما يرى كثير من المعارضين لها ولكن بتمعن بسيط نجد ان كلام البرهان لا يجافي الموضوعية او الوصف الواقعي للاحداث وتتابعها خاصة تلك التي قادت الي فشل وتعثر الانتقالية كما اشار لذلك! ولا اظن ان هنالك حتي ممن عارضوا قرارات قائد الجيش من ينكر كثافة التدخلات الاجنبية في الشأن الداخلي للبلاد منذ توجيهات عرفان صديق السفير البريطاني السابق باكرا التي كانت بوضوح وجرأة اخجلت حتي اؤلائك الذين لايرون ادنى حرجا في التعامل مع الاستخبارات الأجنبية! اضافة الي زيارات السفراء ولقاءاتهم المفتوحة مع منذ اعتصام ميدان القيادة ثم استمرار التواصل مع عامة الناس والناشطين في الأحياء والجمعيات واستزراع العملاء تحت غطاء الدبلوماسية الشعبية ودعم المنظمات المدنية وتلبية المناسبات المحلية!
وقد شكلت بعض منظمات المجتمع المدني دورا كبيرا في التدخلات الأجنبية وتجنيد العملاء وتفريخهم لتزريق الحياة العامة بوجودهم في شرايين الوطن ومجتمعاته وفئاته المختلفة ولا ادل علي ذلك تصريحات ممثل وكالة التنمية الامريكية “كولمان” عن المية مليون دولار التي تم تخصيصها لمنظمات المجتمع المدني
وبغض الطرف عما إذا كان حديث كولمان ورد ضمن سياقات الماضي أو الخطط المستقبلية ، فإن قضية دعم أنشطة المنظمات المحلية وتمويلها من دول وكيانات خارجية، يظل قضية حساسة ذات ارتباط بالامن القومي للبلاد و مادةً خصبةً للجدل، يضع الف علامة استفهام أخلاقية وقانونية امام منظمات المجتمع المدني التي تتوزع بين السودانيين حالياً، بعنوان خدمة الوطن!
ولا ننسى مشاركة السيارات الدبلوماسية في التظاهرات والمواكب ومايتم من دعم مادي ولوجستي في هذا الحانب لم ينكره الطرفان ممايدل علي تتدخل سافر للخارج في الشأن الداخلى ليس آخره الشكوى الحالية من من قيادة الدولة بالتدخل في الشان الخاص من قبل ممثل الامين العام “بيرتس فولكر” واتهامه بالكذب الصريح وانحيازه لجان دون آخر! وذلك ما يراه الخبراء والمراقبين احد الاسباب التي اطالت امد الازمة السياسية بالبلاد؛ بما جعل اغلبهم يقررون ان هذه التدخلات هي التي افشلت الفترة الانتقالية وقادت للازمة السياسية بين الاطراف التي استقوى كل واحد منها علي الآخر بالدعم الاجنبي! واستناده علي محور او جهة خارجية تجعله عصيا امام الانكسار تجاه بقية الاطراف السودانية الأخرى!!