سياسة
بعد الحرب الاوكرانية… هل سيتشكل عالم جديد ؟
الخرطوم: سودان بور
يتشكل اليوم عالم جديد بعد مرور أكثر من شهر على العملية الروسية في أوكرانيا وباتت أوربا تطرق الأبواب بشدة خشية من النقص الحاد في المواد الغذائية والطاقة وخاصة بعد الفشل مع البرازيل والإمارات لسد النقص فيما شهدت معدلات التضخم معدلات لم تعرفها واشنطن وأوربا من قبل وبدأت المؤسسات الاقتصادية الدولية في أضعف حالاتها وحذرت قطاعات صناعية من أن دول الاتحاد الأوروبي تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية وفي زيت عباد الشمس، حيث يأتي ما مجموعه 46.9 في المئة من الصادرات من أوكرانيا بينما يأتي 29.9 من روسيا، وفقا لمنطمة S&P Global ، لكن مع إغلاق الموانئ الأوكرانية فإن البلد يواجه صعوبات في التصدير.
وازدادت الضغوط على دول الخليج من الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا من أجل تغطية عجز السوق وتوفير مصادر بديلة عن النفط والغاز الروسي إلا أن دول الخليج لم تخضع إلى هذه الضغوط ولا لأي مساومة على التفضيلات والخيارات التي تضمن لها أمنها وتضعها في موقع الحياد من الحرب الدائرة هناك، وأعرب المسؤولون في دول الخليج عن دعمهم لحل دبلوماسي ينهي الحرب، بالطبع سيصبح الوضع صعبا مع استمرار الحرب، على الرغم من تنوع حذر في المواقف بين هذه الدول بما يخفف عنها الضغط من الأطراف المتحاربة.
وفي المقابل بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بتطبيق سياسة افقار الدول الناشئة برفع معدلات الفائدة لجذب الاستثمارات من دول العالم الثالث لمقابلة الأزمة الاقتصادية التي تواجهها ويرى الخبير الاقتصادي الريح المبارك ان الغرب سوف يتحرك بقوة لاستنزاف موارد الدول الفقيرة والهيمنة على ثرواتها بلا مقابل، وأشار إلى أن السودان يجب أن يفطن لهذه السياسات والدخول في تحالفات مع أصدقاء حقيقيون مثل روسيا لتحقيق الاستقرار والأمن بدلا عن دول أوربا التي تعمل على هيمنة موارد السودان
إنَّ العالم يتجه نحو اللايقين في تماسك النظام الدولي واشتداد الاستقطاب والضغوط الكبرى على الدول الإقليمية والدول الصغيرة خصوصا ذات المصادر النفطية والغاز، وإن ذلك ولّد الخوف من تمدد الحرب إلى دول مجاورة، وزيادة أزمة اللاجئين في أوروبا، والحرب الاقتصادية المتبادلة بين روسيا وأوروبا بما ينذر بأزمة إنتاج وغذاء عالمي، علاوة على الاتجاه نحو بناء تكتلات إقليمية جديدة خصوصا أن تكتلا جديدا في الشرق الأوسط بدأ في الظهور.