سياسة

دينار… نشاط سياسي مقدر

الخرطوم: سودان بور
أهمية الإدارة الأهلية ودورها العظيم في تعزيز اللحمة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي وتقصير الظل الإداري هذه الخاصية اكتشفها الإنجليز حينما احتلوا السودان. وكما هو معلوم أن الإدارة الأهلية دورها عظيم في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية
وتعاملت الإدارة البريطانية بثقة عالية خاصة حينما تريد انزال توجيهات او قرارات او جباية أو رسوم وتظل الإدارة الأهلية عبر كل الأزمنة رأس الرمح في أي عملية سياسية، ودور الأدارة كبير في معالجة القضايا الاجتماعية خاصة النزاعات القبلية وترسيم الحدود الزراعية وإجراء المصالحات، وكان الاستعمار يستعين بقيادات الإدارة الأهلية من نظار وعمد ومشايخ وسلاطين .
ولعل أبرز سلطان في السودان هو السلطان علي دينار سلطان الفور بيد ان معلومات مغلوطة لدى الكثيرين بأن اثر السلطان علي دينار مقصور على دارفور فحسب، وإنما يمتد اثر السلطان علي دينار في كل اصقاع السودان ولديه علاقات متينة مع زعماء الإدارة الأهلية في الشرق والشمال والوسط، ثم ان علاقات السلطان علي دينار امتدت خارج السودان فكان يقوم بتجهيز فوج الحجيج الى الحجاز ويقوم بكسوة الكعبة المشرفة وهذا يعكس دور السلطان في الدعوة الإسلامية.
نسوق هذا الحديث وبين ظهرانينا حفيد السلطان علي دينار وهو السلطان احمد ويبدو انه ورث من جده علي دينار نفس القيم والتقاليد في صلاته مع المجتمع السوداني بكافة اطيافه المختلفة
صحيح ان السلطان احمد من رجال الأعمال نظرا لتركيزه علي التجارة وخاصة التجارة العالمية ولكنه أيضا مهتم بشكل كبير بالجانب الاجتماعي والإنساني
ويتميز السلطان احمد بتواضعه وبساطته وعلاقاته الاجتماعية المنفتحة علي كل القبائل السودانية من الشرق والشمال والجنوب والغرب واتوقع ان يكون للسلطان دور اكبر في الشأن السياسي في المستقبل وللسلطان اهتمام بالإعلام ويعرف تفاصيل العمل الإعلامي والتقنية الإعلامية الحديثة علي وفي فترة وجيزة اجري السلطان لقاءات سياسية متعددة مع قادة العمل السياسي والأهلي وتصب كل هذه اللقاءات في جمع الصف الوطني والوفاق السياسي وتجاوز الخلافات السياسية والمرارات السابقة حتي تخرج البلاد من هذه الأزمة السياسية الراهنة
ولو اتجهت كل القيادات السياسية وقيادات الإدارة الأهلية على نحو ما يقوم به السلطان احمد سيجنب البلاد ما جري من انزلاق اصاب دولا عديدة في محيطنا الإقليمي والبلاد الان في مرحلة حساسة جدا ودقيقة تحتاج ايادي المخلصين من ابنائها حتي يتم العبور الحقيقة الى بر الأمان ، وإذا لم تتكاتف الجهود ويكون الهم الأول السودان فاننا نخشي ان تعصف بنا الفتن وينزلق الوطن وحينئذ لا ينفع الندم ،وستحل الخيبة والندم وستكون وسمة العار مرسومة علي جبين كل النخب السياسية ورموز المجتمع
لا نريد ان نرسم لوحة تراجيدية ولكن القرائن تدل على خطورة الوضع الان اللهم هل بلغت فاشهد.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق