سياسة

بيان نائب رئيس مجلس السيادة .. دعوة لتجاوز الأزمة الأخطر

الخرطوم: سودان بور
اكد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، أن السودان يمر بأزمات هي الأخطر في تاريخه الوطني الحديث لأنها تهدد وحدته وسلامته وأمنه ونسيجه الاجتماعي وذلك خلال بيان صحفي حول الوضع السياسي التي تمر به السودان وقال دقلو: إن تلك الأزمات تفرض على الجميع وقفة أمينة وصادقة مع النفس، وتحملًا للمسؤولية الوطنية والأخلاقية وشدد على أن انتشار الصراعات القبلية على امتداد البلاد وإراقة الدماء دون مراعاة حرمة النفس وتعالي أصوات الكراهية والعنصرية ستقود البلاد حتمًا للانهيار وأشار إلى أنه يدرك ويراقب المخططات الداخلية والخارجية التي تتربص بالبلاد، داعيًا كل القوى السياسية والثورية والمجتمعية للتكاتف والانتباه للمخاطر التي تواجه البلاد، والوصول لحلول سياسية عاجلة وناجعة لأزمات الوطن الحالية، فقد حان وقت تحكيم صوت العقل، ونبذ كل أشكال الصراع غير المجدي والذي لن يربح فيه أحد غير أعداء السودان ومن يتربصون به شرًا وأوضح أن القرارات التي أصدرها رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الرابع من يوليو الماضي، تم العمل على صياغتها معه وعبر تشاور مستمر وبروح الفريق الواحد وبنية صادقة وذلك لتوفير حلولًا للأزمة الوطنية مهما كلف ذلك من تنازلات.وشدد على أنه لن يتمسك بسلطة تؤدي لإراقة دماء الشعب والعصف باستقرار البلاد، لذا فقد جاء القرار لإتاحة الفرصة لقوى الثورة والقوى السياسية الوطنية أن يتحاوروا ويتوافقوا دون تدخل أحد في المؤسسة العسكرية.وقال دقلو: “قررنا بصورة صادقة أن نترك أمر الحكم للمدنيين وأن تتفرغ القوات النظامية لآداء مهامها الوطنية السامية المنصوص عليها في الدستور والقانون، وومن هذا المنطلق فإنني أدعو كل قوى الثورة والقوى السياسية الوطنية للإسراع في الوصول لحلول عاجلة تؤدي لتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي”وأضاف دقلو: “الشعب السوداني الكريم سأبذل قصارى جهدي لتذليل أي صعاب قد تواجههم في سبيل الوصول لما يخرج بلادنا لبر الأمان. واستطرد، أنه مضى الأسابيع الماضية في دارفور وسيعود إليها مرة أخرى لمواصلة ما بدأته هناك وتنفيذ اتفاق السلام واستكماله.وشدد على أنه شعر بالصدمة بحجم الدمار الذي خلفته سنوات الحروب والتهميش هنالك وحجم الصراعات والخلافات بين مكونات الإقليم وانتشار الفقر وسوء الخدمات وغياب الدولة، وقد بذل جهودًا كبيرة بدأت تظهر نتائجها بصورة مبشرة، لذا سيواصل مع رفاقه الآخرين العمل الذي شرعوا فيه حتى ينعم كل شبر من البلاد بالأمن والاستقرار وحتى يتم القضاء على خطابات العنصرية والكراهية بصورة نهائية لا عودة لها.ودعا دقلو، كل أبناء وبنات هذا الشعب لنشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والوعي بتعدد البلاد وتنوعها وضرورة إنهاء كل أشكال التمييز فيها، فكل البشر متساوون ولا فرق بين جهة وأخرى أو قبيلة وأخرى أو عرق وآخر.وجدد دقلو التزامَه التام بالعمل من أجل حماية أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وحماية المرحلة الانتقالية حتى تقود لتحول ديمقراطي حقيقي وانتخابات حرة ونزيهة، والعمل مع الجيش السوداني، وكل المخلصين الوطنيين الحادبين للالتزام بالمهام الدستورية والعمل على إصلاح المنظومة العسكرية والأمنية وتنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان بما في ذلك بند الترتيبات الأمنية المنصوص وصولًا لجيش واحد مهني ويعكس تعدد السودان وتنوعه، والحفاظ على أمن البلاد وسيادتها ويصد كل أشكال العدوان ضدها.
تأكيد خطاب البرهان
وقال الدكتور عادل التجاني الأكاديمي والمحلل السياسي أن خطاب النائب دعم خط بيان القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان و(كد على خروج القوات المسلحة من العمل السياسي وحماية الفترة الانتقالية وتوحيد الجيوش ونبه إلى أن الخطاب كذلك أكد على وحدة وتنسيق المواقف داخل المؤسسة العسكرية والقوات النظامية وقال التجاني يتعين على القوى السياسية اهتبال الفرصة وترتيب صفوفها والتوافق فيما بينها لتكوين حكومة كفاءات وطنية مستقلة لإكمال الفترة الإنتقالية.

تعضيد
وقال الدكتور محمد زكريا فرج الله مقرر الجبهة الثورية و نائب الأمين السياسي لحركة العدل و المساواة السودانية في تغريدة له في تويتر ان بيان قائد الدعم السريع جاء معضداً لخطاب الرئيس البرهان وأكد تناغم وجدية المؤسسة العسكرية في استكمال الانتقال الديمقراطي، واشار الي انه في سبيل تحقيق التوافق الوطني تجري مشاورات مع القوي السياسية للاتفاق علي مرجعية دستورية وهياكل ومهام الحكومة والانتخابات وستقدم دعوة لعقد مؤتمر للانتقال و ترشيح رئيس وزراء.

ترحيب
ورحبت الجبهة الثورية ببيان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو واعتبرته خطوة متقدمة لحل الازمة السياسية ، ودعت في تصريح صحفي على لسان ..الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية اسامه سعيد القوى السياسية لتدبر المعاني المفتاحية الواردة في البيانوأكدت الجبهة الثورية علي بذل كل جهودها و العمل مع الجميع من اجل جمع الفرقاء علي طاولة الحوار الوطني لانتاج مقاربة سياسية شاملة تنقل البلاد الي مرحلة البناء و الاستقرار. ودعت الجبهة الثورية كل القوى السياسية لتدبر المعاني المفتاحية الواردة في البيان و التي يمكن البناء عليها في عملية البحث عن حل للازمة الراهنة و نلخص تلك المعاني في الاتي دق ناقوس الخطر باستمرار حالة انسداد الافق السياسي علي مستقبل بلادنا و امنها و استقرارها وهذا ما ظلت الجبهة الثورية تنبه له واستشعارا منها بهذا الخطر طرحت مبادرتها المعنونة بالسودان اولا لدرء تلك المخاطر المحدقة بالبلاد اضافة الى التأكيد علي ترك امر الحكم للمدنيين وتفرغ القوات النظامية لاداء مهامها الوطنية الواردة في الدستور و القانون واكدت على العمل علي اصلاح المؤسسة العسكرية و الامنية وصولا لجيش مهني واحد يعكس تنوع السودان والالتزام بتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان و استكمال السلام ودعت قوى الثورة و القوى الوطنية للاسراع في إيجاد حلول عاجلة تؤدي الي تشكيل مؤسسات الفترة الانتقالية . وامنت على الالتزام التام بالعمل من اجل حماية أهداف ثورة ديسمبر المجيدة و حماية المرحلة الانتقالية حتي تقود لتحول ديمقراطي حقيقي و انتخابات حرة و نزيهة .الجبهة الثورية تعتبر ان ما ورد في هذا البيان يفتح الطريق و يحدث اختراق لحالة الجمود الراهنة . كما تؤكد الجبهة الثورية علي بذل كل جهودها و العمل مع الجميع من اجل جمع الفرقاء علي طاولة الحوار الوطني لانتاج مقاربة سياسية شاملة تنقل البلاد الي مرحلة البناء و الاستقرار.

خطوة إيجابية
وفي السياق وصفت الحرية والتغيير المجلس العسكري خطاب قائد الدعم السريع بالإيجابي ،وقالت انه بعد نقاش مستفيض نلخص موقفنا في أن الخطاب كإمتداد لخطوات تراجع السلطة الانقلابية والتي نتجت عن بسالة شعبنا وتمسكه بقضاياه العادلة واستكمال مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة وحوى الخطاب إقراراً إيجابياً ببعض مطالب الحركة الجماهيرية، أهمها ضرورة تسليم السلطة كاملة للمدنيين، وخروج المؤسسة العسكرية كلياً من السياسة وتفرغها لمهامها الدستورية والالتزام بالإصلاح الأمني والعسكري الذي يشمل الوصول لجيش مهني وقومي والالتزام بالسلام واستكماله.
نرى في قوى الحرية والتغيير أن الانقلاب يقود البلاد إلى وضع خطير يهدد وحدة البلاد واستقرارها، وأن نجاة بلادنا من السيناريوهات السيئة التي تحيط بها لن يتأتى إلا بتنحي السلطة الانقلابية وتأسيس سلطة مدنية كاملة تعبِّر عن الثورة وقضاياها خلال مرحلة انتقالية يتم فيها الشروع الفورى في الإصلاح الأمني والعسكري الذي يقود إلى جيش واحد، وتخاطب فيها قضايا العدالة بصورة شاملة ومنصفة وتنفذ مهام ثورة ديسمبر المجيدة وتقود في نهايتها لانتخابات حرة ونزيهة يختار فيها شعبنا من يحكمه.
نؤكد في قوى الحرية والتغيير بأن تأسيس السلطة المدنية الديمقراطية الكاملة يتطلب وحدة قوى الثورة وتمسكها بقضايا التغيير الديمقراطي الشامل، وسنواصل عملنا عليه بجد واجتهاد، وستطرح قوى الحرية والتغيير مشروع إعلان دستوري لكل قوى الثورة والقوى المدنية والسياسية الديمقراطية يستند على كل ما أنتجته قوى الثورة من مواثيق وعلى التقييم الأمين والشفاف لتجاربنا الانتقالية بما يضمن وضع بلادنا على طريق التحول الديمقراطي المستدام وجعل انقلاب 25 أكتوبر آخر انقلابات بلادنا ولتغلق هذه الصفحة بصورة كلية.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق