منوعات

محي الدين ابو عجاح ينعي بحروف دامعة الفقيد د. عز الدين إبراهيم

محي الدين ابو عجاح ينعي بحروف دامعة الفقيد د. عز الدين إبراهيم

حمى اليراع..وعافية الحروف..
رقم….. (٥٤).
………………
بقلم:محي الدين ابو عجاج ..
…………..
*دكتور..عزالدين
وللحكاية بقية*
_____________
وذهب دكتور عزالدين لملاقاة ربه،ولكن حتماً سيبقى الإسم، سيبقى الرسم،
وتبقى الذكرى..
كل قطرة(درِب) روت أوردة الفقراء من المرضى،ستظل نابضة بالحياة،إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..كل قطعة حلوى لصغار المرضى من الأطفال كانت تقربهم من الدكتور عز الدين و تنسيهم ما يعانونه ، ثم يفعل بهم الدكتور عز الدين الأفاعيل .
كان صديق الفقراء و رسول الإنسانية ، عيادته بيت كبير للمواساة، عيادته ديوان عريض جُله من أهل المسغبة و الحزن الكبير .
لم يكن طامعاً في المال ، و كيف ولا فهو ابن الذوات .. كان وضيئاً .. جميلاً .. أنيقاً ، و حقاً فهو ابن إبراهيم أحمد علي ، السمح و الزين .. الرجل الوجيه .. الأنيق .
و كيف و لا يكون ملاذ الفقراء ، فهو الذي تربى بين المساكين و أصحاب الحاجة و العوز ، رغم الجاه و الثروة .
عاش بسيطاً بين دروب دوكة المتعرجة ، و تلالها و حفائرها .. عاش شراسة الخرصان و حنية الطرفة .. كان يرنو إلى مربط عجيل ، فعلمته سماء دوكة الجود و الكرم و العفة و حب المساكين .. زادته الإسكندرية التصالح مع الذات و تعميق التجربة و القول الفصل عند مفترق الطرق ، ثم زادته الأيام علماً و وقاراً و هيبة ، حب البسطاء المتجذر داخله ، نحا به نحو مرافئ الفقراء و سهول البسطاء .
كان في مرافق التأمين .. شايةً و تايةً و ملاذ .
إفتتح عيادته ، و التي لا يعرف لها أحد أي تصنيف ، هل هي عيادة خاصة .. أم وقف خيري أم .. ديوان زكاة .. على أي حال ، كانت يد حانية في عتمة ليل الضعفاء .
عيادته يدخلها المريض .. بسلامٍ.. و شموخ و كبرياء ، لا يرهقه عدم وجود المال وجعاً ، و لا ترهقه قترة العوز و العدم سحقاً و مذلة ، فله الحق في أن يشكو ، هم الدنيا و لئامة السقم اللعين ..
ثم رحل دكتور عزالدين .. بقي الوشم .. و بقي الأثر .. علا الحزن سماوات البيادر و المدن ، ظللت دوكة شجرة الوجع الدفين، حتى استندت على حائط المبكى .
و نعى الناعي، الخير و الجمال و حب البسطاء و ترياق الداء اللعين .
حتماً سيظل الوفاء.. سيسمو الوفاء .
و لكل المآقي الباكية حسن العزاء .
و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

محي الدين ابو عجاج..
كسلا
٨ أغسطس ٢٠٢٢م.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق