الخرطوم: سودان بور
قال الدكتور محمد عبدالفتاح المك الخبير والمحلل السياسي ان هناك أصابع أجنبية تعبث بالفترة الانتقالية مبديا دهشته من تداول صور لبعض اصحاب السحنات والملامح الأوربية في مواكب ال 19 من ديسمبر مبينا ان تلك الصور ترافقت مع تداول فديوهات عديدة لامريكيين واوربيين يشجعون السودانيين على التظاهر لابعاد المكون العسكري من السلطة نهائيا موضحا ان هذا الشعار وحده كافي لتدمير السودان. وأضاف المك ان بيانات السفارة الأمريكية التي اصدرتها قبل التظاهرات تحث فيها مواطنيها بعدم السفر إلى السودان وتحث موظفي سفارتها بعدم الخروج اطلاقا يوم ال 19 من ديسمبر كلها بيانات مشبوهة تعطي ايحاءا بعينه ان هناك شيئا عظيما سيحدث ذلك اليوم بل يمهد الطريق للحدث ويعطي دافع للمتظاهرين بأن يمضوا قدما للأمام لتحقيق اهدافهم وتحقيق شعاراتهم بعدم الشراكة مع العسكر ولاتفاوض معهم منوها الي ان هذه البيانات وماحدث قبلها من زيارات موظفي السفارة والقائم بالأعمال الي بعض الأسر السودانية الذين فقدوا أبنائهم في التظاهرات الأخيرة يعد تدخلا سافرا في الشئون الداخلية السودانية ويتجاوز القوانين والاعراف الدبلوماسية الدولية المتعارف عليها والمنظمة لأعمال السفراء والدبلوماسيين مشددا على ان مثل هذه التدخلات تمس الأمن القومي السوداني مباشرة وتساعد على خلق خلايا إستخباراتية ضد الدولة السودانية. وأكد المك إن أنشطة السفراء الامريكيين والاوربيين في الخرطوم وتدخلهم في الشئون السودانية الداخلية أصبح أمرا مربكا ومحيرا منوها الي انه محتار من عدم حسم الدولة واجهزتها الامنية لهذه الظواهر الغريبة والدخيلة على الممارسة السياسية السودانية مشيرا الي تداول نشطاء وسائط التواصل الاجتماعي لخبر مفاده تبرع سفارة أوربية لاحد السياسيين السودانيين المعروفين بمبلغ 500 الف يورو امر محبط للغاية ويشجع على إشاعة روح الارتماء في أحضان الاجنبي ويقلل الروح الوطنية تحت ستار الحريات مشددا على ضرورة لجم هذه البعثات عن تلك الممارسات الشاذة. وأوضح المك انه لايجوز قانونا للسفراء والدبلوماسيين الأجانب التعليق على الاحداث السياسية التي تشهدها البلاد التي تستضيفهم ويكون التعليق فقط متاح عبر وزارة الخارجية التي يتبع لها السفير او الدبلوماسي لافتا الي انه لايجوز لهم تنظيم لقاءات مع السياسيين داخل السفارات او زيارتهم في منازلهم دون علم الدولة السودانية واستئذان وزارة الخارجية مبينا ان حالة الانتقال التي يمر بها السودان يجب الا تمنع الأجهزة الامنية من متابعة اي أنشطة تمس الأمن القومي السوداني أو تضر باستقرار ووحدة الوطن مؤكدا انه من المشين رصد سيارات تحمل لوحات دبلوماسية كانت بالقرب من أماكن تجمعات مواكب الامس.
