رأي
٢٤ القرشي العشق الذي في القمة والمدينة التي بلا بواكي (قراءة في سفر الوفاء)
٢٤القرشي العشق الذي في القمة والمدينة التي بلا بواكي (قراءة في سفر الوفاء)
✒️ دكتور :مجاهد النعيم احمد
تظل المدن والقرى والبوادي المرتبطة بالترعرع و النشأة ضوء ومعينا سلسبيلا يهب لصاحبه قوة المسير في مراحل حياته المتعددة بما تضع فيه من بصمة تجتر الذكريات الجميلة والصحبة والجيرة والرفقة في سني الرياض او شعاب الدراسة او محطات العمل او سوح الاندية والملمات..
وجد المكان امر غريزي لا تكاد تنفك منه نفس مهما ابتعد بها السفر والترحال (الله يعلم انك احب بقاع الأرض الي ولولا ان اخرجني اهلك ما خرجت منك) هذا هو الحبيب المصطفى عندما اخرج من مكة مجبرا الا انه عاد اليها فاتحا ومنتصرا فلبي اشواق نفسه لهذا العشق الفطري..
القرشي هذا الاسم الذي كان القدر السياسي خلف هذا الاسم اسم محبب(lovly name). ولو لم تسمي بهذا الاسم الرنان ما عرفنا اسما احن في منظومة الاسماء..
نشأت القرشي في ريعان النشاط الاقتصادي الزراعي المرتبط بمشروع الجزيرة حيث مثلت رقماً لا يمكن تجاوزه في تطور النشاط الزراعي الذي كان العمودي الفقري للاقتصاد الوطني بما ضمت من رئاسات إدارية واراضي و اقسام وتفاتيش ومزارعين افنوا زهرة شبابهم بين التقانت وابو عشرين و الترع التي تهب لزرعهم وضرعهم الحياة..
الوضع المذكور تطلب ان يكون هناك شكل من أشكال الدعم اللوجستي والفني لهذه المساحات الخضراء فكانت منظومة الورش والمؤسسات الحكومية التى قامت لهذا الهدف فكانت إدارة الميكانيكا و الكهرباء (ورشة الري) و ورشة البورت و مكتب الري ورئاسة امتداد المناقل و قسم معتوق و إدارة الكهرباء التي كانت تمد المناقل والحفريات و السكة الحديد التي كانت تقوم بنقل القطن المنتج الخام الي محالج المشروع وكذلك قامت الأحياء المرتبطة بهذه المؤسسات فكان السكة حديد والري وقسم معتوق والمحاريت فشهدت المدينة نهضة اقتصادية واجتماعية كبيرة عزز ذلك قيام المؤسسات التعليمية في المدينة و كذلك التجارية فكان سوق القرشي الكبير الذي أنشأ بمقتضاه التجار الكبار حيا كان يسمي حي التجار قبل ان يسمي الحي الاهلي.. اما بقية سكان المدينة كانوا من القطاعات التي جاءت كعمالة مرتبطة بالمشروع منهم من أبناء الشمالية والحزيرة وغرب السودان شكلوا سودان مصغر في مدينة حااالمة استمدوا منها معنى العشق الدفين فبالكاد تفرق بينهم في الاجناس لانهم جمعهم الارض والماء والحديد فتناسوا ما يفرقهم والتفوا حول ما يوحدهم..
مآلات انهيار مشروع الجزيرة على القرشي شكلاً ومضمون:
كان لانهيار المشروع فعل السحر في المدينة فسرعان ما ظهرت الاحالات للتقاعد ونهاية الخدمة و توقف اعمال الورش وخدماتها حتى طوب الارض اشتكى فالت المنازل للانهيار وهي التي كانت تجد حظها من الصيانة السنوية وبدأت الهجرة العكسية للمدن الكبرى كالخرطوم ومدني وضرب الناس اصقاع الأرض خصوصاً الذين من الله عليهم بمنازل وبقي من بقي يكابد في سوق ما بقي منه الا القليل ليسد رمق البطون التي طواها الجوع في ليل المسغبة..
ايلا وحركة التغيير في القرشي محاولات لتتجدد الأمل :
ايلا مثل رجل دولة في حركة التاريخ السياسي للوطن فكانت افكاره سابقة لاقرانه فسرعان ما ظهرت بصماته في ربوع المدينة الهرمة كمحاولة لإنقاذ ما يمكن انقاذه فقامت مشروعات طرق معبدة في الشوارع المختلفة وتم ربط المدينة بالشارع الحلم مدني ابوحبيرة وما عادت تتأثر بالخريف تواصلا وكذلك تم تأهيل بعض وجعلها قبلة بعد ان كانت أثراً بعد عين و تشييد دار للرياضة على مستوى جيد ومقبول مثل منارة كبرى للعيان وليت حضره الرعيل الاول من لاعبي كرة القدم في القرشي الذين كان لا يشق لهم غبار ونعد كذلك من المحييات للمدينة كلية الهندسة جامعة المناقل فرع القرشي وتنظيم حركة السوق و دخول رؤوس الأموال الكبيرة كل ذلك اعاد الحلم الذي أوشك ان تشرق عليه الشمس دون يكتمل..
القرشي رؤية لمدينة جاذبة :
لا يمكن ان تقوم نهضة تنموية ومدينة وسطية في التطور بمعزل عن بقية مدن الدولة لان ذلك مرهون بتوفر الارادة والادارة والمال والخطة… ولكن لا يعجزنا ذلك ان نقدم لها ما تجود به القرايح والجيوب فهي تحتاج الي اصحاب همم من المسؤولين المحليين في تقديم رؤية علمية شاملة ترتكز علي التنظيم والتخطيط و التدبير في توطين الخدمة العلاجية و التعليمية و تدريب الكوادر واستنهاض همم الشباب ومنظمات المجتمع المدني و الاحزاب والطلاب بطرح برامج طموحة للتشغيل واستيعاب الطاقات و تحريك الاندية والمؤسسات في هذا إلا تجاه وعمل خطة إسكانية مستقبلية و عمل اسواق في الاحياء و عمل منظومة مصانع وصوامع لاستيعاب العمالة والمنتجات الزراعية علي قرار محلج القرشي علي ان يضمن لها الاستمرارية وعمل سجل للمواطنين عامة بوظائفهم و سجل للفقراء والمساكين والعجزة لمساعدتهم وكذلك خلق المعلم المبدع الذي يخرج الطالب المبدع المتقي لربه العامل لوطنه وتنمية المواهب وتشجيعها والإشراف عليها واستنفار أئمة المساجد للمشاركة في هذا الجهد وتقديم برامج توعوية لرفع الحس الوطني والقيام بحركة ادماج كبرى للقري المحيطة بالمدينة و لما كانت النظافة عنواناً لكل شيء كان لابد ان نبدأ بها..
ستظل القلوب و العقول المهاجرة سمعا وطاعة لنداء العشق المدفون مدينة القرشي..
وحينها ستكون لها بواكي وتعيد سيرتها الأولى.. والقناعة تقهر المستحيل..ارجو ان تصل رسالتي لكل صاحب ود للحبيبة القرشي وخصوصاً المسؤولين وبالاخص المدير التنفيذي لمحلية القرشي..
مع خالص تحياتي..