رأي

أمير أحمد حمد يكتب: علي الشايقي صداح حقيبة الفن

يا ليل العجب تيها في دروعا كابي حرتيها
الروح سحرتيها وأفكاري فيكي حرتيها
بي الغي قهرتيها و يا تمانية روحي أرتيها
شوقى فى صدرى وبى تايهة جاهلة ما بتدرى
ظبية الخدرى الضلام ديسا والجبين بدرى
زانا هيافا العيون ناعسة صاحى سيافا
صدرها قيافة ونهيداتا برتكان يافا
ترنع البانة ونار غيك امضغا لبانة
مايعة طربانة حكم شلخك يبقى كاتبانا
أريل الساحل يميل وسطو والردف راحل
الخصر ناحل
غزير حاجبو والطريف كاحل
يا ليل العجب تيها في دروعا كابي حرتيها
الروح سحرتيها وأفكاري فيكي حرتيها
بي الغي قهرتيها و يا تمانية روحي أرتيها
هذه واحدة من الأغنيات التي صدح بها مزمار الحقيبه الفنان علي الشايقي ذلكم الفنان الذي لم يحتف به المهتمون باغنيات تلك الفترة الخصبة في مسيرة اغنية الحقيبة مثله ومثل عدد وافر من فناني تلك الفترة أمثال عبدالعزيز المامون شقيق ميرغني المأمون الأكبر وحكومة عبدالرازق وعوض دراج وابو حراز وعوض جفون وغيرهم ربما عدم شهرة هؤلاء يعود إلى عدم تسجيلهم لاسطوانات
اما الفنان علي الشايقي فهو سجل العديد من الاسطوانات في عام ١٩٢٩ وشارك ككورس مع العديد من الفنانين خاصة اغنية امنة التي سجلها التوم عبدالجليل من كلمات عبدالرحمن شوقي فقد كان على الشايقي وعمر البنا كورس في هذه الأغنية التي أفرغ فيها التوم كل إمكانياته الصوتيه المتاحه له وغير المتاحة في تنغيم بديع
وعلى الشايقي من مواليد مطلع القرن العشرين ١٩٠٠ منطقة مروي حضر إلى الخرطوم في وقت مبكر من حياته ولا يعلم شي عن مسقط رأسه
بدأت مسيرته قبل عام ١٩٢٠ حيث يمارس الدوبيت والطنبرة بصورة شخصية وكان شديد التعلق بمحمد ود الفكي فظل متأثرا به وحفظ الكثير عنه وعندما ظهر سرور في تلك الفترة كان من أشد المعجبين به وكان يصحبه في كل حفلاته مستمعا فقط ونشأت بينهما صداقة تعرف من خلالها سرور على جمال وقوة صوت على الشايقي
وفي إحدى حفلات سرور وفي منطقة توتي على وجه التحديد وحينما بدأ سرور في الغناء لم يكن الكورس بالصورة المطلوبة فما كان من سرور الا ان طلب من على أن يدخل في الكورس حتى ينقذ الموقف وبعد إلحاح من الحضور دخل على الشايقي مع الكورس فكان لسرور ما أراد واستقام له الأمر فخرجت الحفلة بأحسن ما يكون كان ذلك في ١٩٢٢ وبعدها صاحبه لفترة ككورس وبدأت مسيرة على الشايقي كفنان منفرد عن استاذه سرور وأصبحت له أغنياته الخاصة ومعظم أغنياته كانت من كلمات ابوصلاح الا القليل جدا مثل اغنية الدلال والغرام عيوني وأم جبين بدري ومن مناظر الحفلة الجميلة وسبعةزينة الدنيا وسعوده والاغنية المذكورة أعلاه في مقدمة المقال وكل هذه الأغنيات من ألحان على الشايقي ومعلوم أن أغنيات ابوصلاح جلها أن لم تكن كلها من ألحان على الشايقي وعمر البنا وكرومة
على الشايقي يعتبر من الفنانين الصنائعية فقد كان يمتهن مهنة النقاشة فقد عمل بالدولة وتنقل في عدد من أقاليم السودان خاصة الجزيرة
توقف على الشايقي عن الغناء في وقت مبكر من حياته الفنية والعمرية وذلك في عام ١٩٣٦ لم يغن في محفل عام أو سجل أسطوانات الا في المحيط الإخواني في الجلسات الخاصة وهذا التاريخ هو ذات التاريخ الذي توقف فيه ابوصلاح عن كتابة الأغنية واتجه إلى كتابة مديح المصطفي صلى الله عليه وسلم
ويعتبر على الشايقي من الأصوات التي لابد أن يحتفي بها المستمع والمتذوق السوداني وربما عدم الاحتفاء ناجم عن قلة بث أغنياته وكأنما وقفت الحقيبه على قطبيها الكبيرين سرور وكرومه ويقني أن هنالك أصوات ظهرت لا تقل شأنا من هؤلاء العمالقة ولكن _
أمير أحمد حمد الاثنين ٦ فبراير ٢٠٢٣

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق