رأي
ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: بَرَيدَك … يا الخَزِينْ
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
بَرَيدَك … يا الخَزِينْ
سيد مكة والعلمين ….سيد المدينة أم صين…. هي مطلع (مدحة) من النسق الفريد وقع عليها كتابة وعصفا العارف بالله الراوي الشيخ عبد الرحيم النقاشابي وسمعتها بصوت المتألق جمالا وصوتا المادح عاشق الجناب المحمدي الرائع خالد الصحافة ، سيد المدينة أم صين ،أم صين تعني القبة التي تتلالا بريقا ونورا وبركة فوق مرقد المصطفي صلي الله عليه وسلم شبهها هنا كانها صنعت من (الصيني ) المعروف لدي السودانين والخزين تعني الأمين
سلالم المديح السوداني صنفها أهل الموسيقي بأنها تتكون من إيقاعات( الدقلاشي، المربع، المخبوت، الحربي،المعشر ) كل إيقاع يختلف عن الآخر وكلها يحتويها إيقاع النوبة المعروف ، المدحة فيها حب سامي لأفضل حبيب ولدته إمرأة علي وجه البسيطة، كلماتها فيها الشغف وفيها الوصف الراقي للجناب المحمدي يشيق الناظرين .. يامدور الوجه وسائل الخدين .. حاجبو كالهلال ازج كحيل العين…صقيلا أنفه كالسيف ياسامعين حتي يقول : يا أحمد مثيلك وين !!
العارف بالله النقاشابي يعتبر من الذين نثروا درر القريض و(النضم المدحي ) لحبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم وهو بديري دهمشي ولقب بالنقاشابي لانه من منطقة النقاشاب إحدي مناطق البديرية ، كان متفقها في العلم يؤلف بين الناس ما خاصم إلا في الله وماحب إلا لله عاش قرابة التسعين سنة كلها ذكر وعبادة ولسان رطب بالصلاة علي الحبيب المصطفي دفن بالكلس عام ١٩٥٧م
بريدك ياالخزين تعتبر من المدائح التي يعشقها الشعب السوداني الذي لايوجد شعب مثله علي الإطلاق يحب الرسول صلي الله عليه وسلم الشعب الذي عندما يريد أحدا فيه أن يبدا الكلام يقول : اللهم صلي علي محمد وعندما يجلس يقولها وعندما ينسي يقولها وعندما يعجبه أمر يقولها ، الخ ….هذه المدحة اخرج منها النقاشابي عسلا صافيا من عشق وافصح فيها عن قلب نابض بحب الرسول الكريم وعبر عن شوق له عظيم لايضاهيه شوق ،
المادح خالد الصحافة بصوته الجهور الفخيم الحاذب اضفي علي هذه المدحة ألقا متفردا وأذنا صاغية متلهفة للسماع ولسانا ينطق بالصلاة علي هذا الحبيب الخزين البشير ، إذن هي درة مديح سوداني ظلت تبرق ضوءا صيبا من عقود مضت وستظل خالدة في قلب كل سوداني أحب وعشق واشتاق لرؤية الحبيب، فصلوا عليه….
إنّ الصلاة على النّبي وسيلة
فيها النّجاة لكلِّ عبدٍ مُسْلِمِ
صلّوا على القمر المُنير فإنّه
نورٌ تبدّا في الغمام المُظلِمِ .