تحقيقات وحوارات
إغلاق الشرق …. إنتهازية السياسة والهروب من العملية السياسية
الخرطوم: سودان بور
استهجن عدد من الخبراء الخطوة التي انتهجها الناظر ترك منفردا باغلاق الشرق امس الاول بعد اعلانه لهذه الخطوة من ضمن حزم ورشة الفاشر التي انعقدت في الاسبوع الماضي ، وتعتبر الخطوة التي واجهت عاصفة من الغضب من بعض المكونات القبلية التي تنتمي لذات الاثنية التي ينطلق منها الناظر ترك ووصفوها باللعبة السياسية المكشوفة لتبرير عجزه عن تقديم طرح سياسي يخدم قضايا الشرق ، ويشير المحلل السياسي الطيب ضوينا الي ان الناظر ترك يحاول تجريب المجرب ، مشيرا الي محاولاته السابقة لجر الشرق الي حلبة مصارعة دون تقديم اطروحات حقيقية لقضية الشرق التي اخذت حظها عبر اتفاقية سلام جوبا ، واضاف ضوينا بان الشرق ظل يدفع ثمن طموحات شخصية لمجموعة سياسية تعمل في تنفيذ اجندة النظام البائد، وذلك بسياسة الاغلاق والتلويح بها كلما سنحت فرصة للتوافق السياسي والوفاق الوطني حتي تنشط تلك الفئة لاعادة الساعة للوراء
وتراجع شيبة ضرار أحد قادة الأحزاب والحركات السياسية في شرق السودان، عن إغلاق ميناء بورتسودان ، أكبر المنافذ الرئيسية على البحر الأحمر، ، من قبل مجموعات سياسية تحتج على الأزمة في الإقليم، وتحملها للحكومة المركزية في الخرطوم.
وكانت عناصر تابعة للقائد في شرق السودان، شيبة ضرار، أغلقت لساعات، أول من أمس، بوابات الميناء الجنوبي الرئيسي، بعد تصريحات صادرة منه قبيل أيام، هدد فيها بإغلاق كل الإقليم بما في ذلك الميناء، احتجاجاً على إبعادهم من العملية السياسية التي أفضت إلى توقيع اتفاق إطاري بين الفرقاء السودانيين.
ولوح ضرار في فيديو جرى بثه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بإغلاق الموانئ في سواكن وبورتسودان، والسكك الحديدية والطريق القومي الذي يربط شرق السودان بالعاصمة الخرطوم وبقية الولايات، لإسقاط كل القوى الموقعة على الاتفاق. وإثر ضغط من جهات عدة ترفض إعادة تجربة إغلاق الإقليم والميناء التي حدثت في العام الماضي، والتي ألحقت أضراراً اقتصادية وأحدثت تداعيات سياسية كبيرة في البلاد، تراجعت تلك المجموعات عن تنفيذ قرارها
ويعتبر خبراء ومحللين سياسيين خطوة القائد شيبة ضرار تشير الي ان خطر الاغلاق يكبد مواطن الشرق اعباء كبيرة ، وخاصة ان الاغلاق السابق شهد تنديدات واحتجاجات من المواطنين الذين تضررت مصالحهم ، ويقول المحلل السياسي محمد السناري ان الخطوة التي لجأ اليها الناظر ترك تؤكد عجزه عن الفعل السياسي وهروبه لتعطيل مصلحة المواطنين باضافة ازمات جديدة وعرقلة حياة سكان الاقليم ، واشار السناري الي ان التجربة السابقة كشفت بؤس الممارسة السياسية لفئات من مكونات الشرق ويقف علي راسها الناظر ترك الذي يعمل لتمرير اجندة النظام البائد الساعي لاجهاض العملية السياسية ، وبالتالي لم يقدم الناظر ترك اطروحات لانهاء مشكلة اقليم الشرق بل كان اول المهرولين لتعميق ازماته وخاصة بعد الانقسامات التي شهدها مجلس نظارات عموميات البجا ، وخروج اصوات رافضة مبدأ فكرة الاغلاق دون تقديم حيثيات تخدم مصالح المواطن اولا