سياسة
السودان: إستقالة حمدوك… رسائل في بريد الشعب والجيش والثورة!
الخرطوم: أحمد حسين
آخيراً أسدل الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق الستار على حقبته التي قضاها في رئاسة الوزارة بالبلاد بعد أن تقدم بإستقالة متلفزة عبر الفضائية السودانية عشية الأحد عقب تظاهرات هي الأولى في مفتتح العام الجديد.
استقال حمدوك بعد لغط كثيف غطى أجواء السودان كما غطته أجواء التظاهر التي تخرج حين بعد حين مطالبة بالحكم المدني وإكمال مستحقات الثورة، واستقالة حمدوك أخذت حيزاً كبيراً في توصيف المشتغلين بعلم السياسة داخلياً وخارجياً وما فتأت وكالات الانباء والفضائيات “تلوك” أمر الإستقالة حيناً من الدهر، حتى حسم أمرها الرجل نفسه بعد أن أنسد عليه الأفق ولم يحدث التوافق السياسي للسودانيين حسب ما ورد في حديث الإستقالة.
لكن ثمة مراقبون يرون أن امر الإستقالة سيعقد من المشهد مجدداً ولابفضي لحلول منظورة وستظل الشوارع هادرة بالمتظاهرين ولا تهدأ، فيما يرى أخرون أن الرجل لم يجد من يعبأ بإستقالته بإعتبار أنه لم يوف بالمطلوب خلال فترة توليه رئاسة الوزارة بالبلاد؟
حيث وصف دكتور جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي استقالة الدكتور عبدالله حمدوك من رئاسة مجلس الوزراء في هذا التوقيت بالأمر المؤسف للغاية. واضاف “دعونا نحيل هذه المحنة الى منة و فرصة للم الشمل والعبور بالوطن الى بر الأمان. مسئولية القوى السياسية اليوم وحاجتها إلى الوقوف مع النفس ومراجعة المواقف أكبر من أي وقت مضى. “
في حين يرى تجمع المهنيين السودانيين، إن “تلك الاستقالة أو عدمها لا تقدم أو تؤخر شيئا في طريق الثورة”.
اما الحزب الجمهوري في الحرية والتغيير يرى أن استقالة حمدوك تنذر بمستقبل غير محمود العواقب. وشدد على أن التشرذم السياسي الذي دفع رئيس الحكومة للاستقالة سيتسارع مدخلا البلاد في نفق مجهول.
من جهتها، دعت الولايات المتحدة القادة السودانيين إلى ضمان استمرار الحكم المدني وتعيين رئيس للوزراء تماشيا مع أحكام الوثيقة الدستورية.
وجدد مكتب الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية في تغريدة على تويتر فجر اليوم، التأكيد على دعم الشعب السوداني، داعيا قادة البلاد إلى تنحية الخلافات جانبا، والتوصل إلى توافق، وضمان استمرار الحكم المدني.
فيما قال حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي، في تغريدة له على وسائل التواصل الاجتماعي، الاثنين، معلقاً على استقالة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، إن استقالة حمدوك واحدة من تجليات الازمة السياسية والاجتماعية المتراكمة التي لم تفهمها القوي السياسية التي ورثت البلاد في زمن غفلة اغلب الشعب.
وأضاف مناوي، إن حمدوك قال في خطابه بان الاسباب وراء استقالته عدم توافق سياسي يجب ان يُفهم . مازال المشوار طويل لا بديل للحوار والاعتراف بالبعض .
وإستقالة حمودك حملت عدد من الرسائل أولاها للشعب الثائر حين قال: “لقد طلبتم أسمى الغايات من حرية وسلام وعدالة ودفعتم مهر ذلك دماء زكيه سقت هذه الأرض الطاهرة فلنكن موقنين بالنصر الذي سيتحقق بالعزم والصبر والمثابرة والتكاتف ونبذ الفرقة.
وإلى الشابات والشباب في لجان المقاومة، لقد أبليتم حسناً وكان صمودكم ملهماً وشكلتم ملامح سودان جديد، سودان لا تمييز فيه على أساس قبيلة أو لون أو جهة، فقد نلتم احترام الجميع وملكتم الحاضر ولا شك أن لكم كل المستقبل إن توجتم هذا الحماس الثوري بالتوافق على برامج للبناء والمشاركة في وضع رؤية شاملة لما يجب أن تكون عليه الأمور فيما تبقي من عمر الانتقال. وأعلموا أن الحياة من أجل تحقيق الغايات الكبرى لا تقل شرفاً عن الاستشهاد في سبيل هذه الغايات والثورة دعوة للحياة ما استطعتم إليها سبيلا. أسأل الله ان يحفظكم.
كما وجه رئيس الوزراء المستقيل رسالة للقوات المسلحة بقوله: “إلى قواتنا المسلحة (جيش، دعم سريع، شرطة، مخابرات) وكل الأجهزة النظامية والأمنية أقول: إن الشعب هو السلطة السيادية النهائية وإن القوات المسلحة هي قوات هذا الشعب تأتمر بأمره وتحفظ أمنه وتصون وحدته وسلامة أراضيه وهي منه وإليه ويجب ان تدافع عن أهدافه ومبادئه وعلى الشعب أن يقابل ذلك بالتبجيل والتقدير والاحترام وتوفير كلما يلزم لتأهيل قواته ودعمها حتى يتحقق شعار “جيشٌ واحد شعبٌ واحد” وحينها لن يكون هنالك خوف على مستقبل البلاد وأمنها ومستقبلها وحكمها الديموقراطي المدني.
ويبقى السؤال مفتوح مجدداً هل بإستقالة حمدوك ستسير الامور على مايرام أم أنها بداية لغضب جديد ربما يكون مفتتحاً للعام 2022؟