رأي
د. بابكر عبد الله محمد يكتب: (( نحو منهجيات قاصدة لتجديد الفكر الاسلامي )) مراجعة و نقد موضوعي للصوفية والتصوف في السودان (( ٧ )) منظور الانتقال وحرارة الأذكار عند الطريقة القادرية
بسم الله الرحمن الرحيم
(( نحو منهجيات قاصدة لتجديد الفكر الاسلامي ))
مراجعة و نقد موضوعي للصوفية والتصوف في السودان (( ٧ )) منظور الانتقال وحرارة الأذكار عند. الطريقة القادرية
المنشور التاسع
الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤م
مواصلة للمنشورات السابقة حول بناء منهج سليم للتصوف ما زلنا في تناول هذا الموضوع الهام في ظل غياب منهج ومبادئ أساسية يرتكز عليها التصوف في الإسلام.ومن الصعب جدا تناول كل الطرق الصوفية في السودان …لنعطي صورة كاملة وشاملة حول المشهد الصوفي . ونتناول في هذا المنشور الطريقة القادرية . ومن خلال المنشورات السابقة لعلنا ادركنا ان منهج التصوف ينتقل من موقع الي اخر عبر صدور الرجال وليس،عبر الكتب او غيرها من وسائل التواصل و الانتقالات الاخري… .
و الطريقة القادرية العركية التي نحن بصدد تناولها اليوم ، نشأت على يد الشيخ دفع الله بن الشريف مقبل في السودان والذي كان قد جاء من الحجاز وقد اخذ بيعة الطريقة هناك من الشيخ حبيب الله العجمي خليفة الشيخ عبد القادر الجيلاني آنذاك، ثم جاء الى السودان لنشر الدعوة واستقر في كردفان في منطقة تدعى (بئر سرار) ثم انتقل الى منطقة (ابو حراز)، حيث مركز الطريقة العام الان. ونشير الي ان الطريقة القادرية منشاها يعود الي الشيخ / عبدالقادر الجيلاني الحسيني والذي نشأ وولد في ( كيلان ) نواحي فارس فالشيخ عبد القادر الجيلاني هو: عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن جنكي دوست الحسني ولد في جيلان وراء طبرستان سنة 471هـ ثم انتقل إلى بغداد سنة 488هـ، فاتصل بشيوخ العلم، وبرع في أساليب الوعظ، وتفقه وسمع الحديث، وقرأ الأدب واشتهر، وتصدر للتدريس والإفتاء في بغداد سنة 528هـ وتوفي بها سنة 561هـ….نلاحظ ان انتقال الطريق يتم بانتقالات علمية غير مخطط لها.وتاتي بنظام التعليم الذاتي اي ان الشيوخ يتلقون العلوم بدفع ذاتي وطلبا للعلم والترقي في درجات الإيمان والتفقه في الدين ولا تؤتي الا بالعلم الراسخ من قلوب الرجال والصوفي إنما يتمكن من تأثيره علي قلوب اتباعه بعلمه لا بخوارقه او تحولاته..وانه من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق .وهذه النقطة التي اريد الإشارة إليها بالضرورة في بناء المنهج الصوفي الراشد والقاصد الي مرضاة الله تعالي …ونلاحظ ان الشيخ / عبدالقادر الجيلاني عاش في مواعيد وزمان متقارب مع الشيخ المتصوف ابو حامد الغزالي (( ٤٥٠_٥٠٥ هجرية )) اي ان الامام الغزالي سابقه في المولد بعقدين من الزمان ولابد من ان يكون قد انكب علي علم الغزالي الغذير في التصوف والفلسفة ولابد أن يكون قد قرأ كتاب الامام الغزالي المعروف ((إحياء علوم الدين)) وكيمياء الحب عند المتصوفة و((جواهر القرآن )) والنفخ والتسوية للأمام الغزالي وغيرها العديد.من علم الغزالي وكتبه …ثم كتب بعدها الشيخ / عبدالقادر الجيلاني كتابه الذي اشتهر به ((الغنية )) وبالتالي فإن كسب التصوف يكون من باب أخذه من صدور الرجال والاقتداء بهم …
ولعل الطريقة القادرية ودون توجيه الانتقاد لها دون دليل قد تميزت باذكار كثيرة وحرارة في ايقاعاتها بصورة لافتة ..يجب التوقف عندها بغرض لفت انتباه القاري الكريم لها كما اشتهرت أيضا بمظاهر لبس المريدين بلباس وزي جاذب ويدعو للتوقف عنده والانتباه لمالاته ومراميه ايضا …ولعلي في أول منشور في نقد المنهج الصوفي كنت قد تعرضت لاثر الفلسفة الصوفية الاسلامية في ذلك واشرت كذلك الي قدم التصوف في الديانتين ما قبل الاسلام …والمتمثل في وجود.التصوف في الدين المسيحي واليهودية …واشرت الي صلاة الكابالا او ((القابالا)) بمعني القبلة عند اليهود حسب مصادر المعرفة …واني ادعو القاري باحالته الي عدد كبير من الفيديوهات علي مواقع اليوتيوب للتعرف اكثر علي هذه الجوانب ويحاول ان يجيب علي تساؤل مشروع …هل منهج المتصوفة في السودان والشعوب الاسلامية تأثرت بهذه الطقوس التعبدية ام لا ؟ …
.وختاما دعونا نؤكد بعد.ان تبين لي ذلك جليا ان نؤكد ان غياب الدراسات الفلسفية والعلمية العميقة عن التصوف في السودان وأثره الاجتماعي والسياسي والديني الكبير علي المجتمعات .هو احد ما لمسته من اثار وأسباب قد تطيش بالمجتمعات وتبعدها عن طريق العبادة الحقة وذكر الله تعالي بالصورة المرجوة او تفككها وابعادها عن الدين والعبادة والذكر بطريقة صحيحة وبالتالي انهيارها …والله من وراء القصد ..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
كسرة : الفيديو المصاحب اطلق عليه اسم ((هيا للحفل)) وعنوان : الصوفية مقابل اليهودية …وهي لمجموعة حلقات ذكر من بلدان مختلفة اولها من إسرائيل ثم من مصر ودول الشمال المغربي وايران ودول في اسيا وملامح لما يحدث في حلقات الذكر في السودان .
والله ولي التوفيق
د.بابكر عبدالله محمد علي