محجوب أبو القاسم يكتب: افعلها يا سيادة الرئيس.. قبل فوات الأوان!

محجوب أبو القاسم
يكتب
افعلها يا سيادة الرئيس.. قبل فوات الأوان!
منذ اندلاع ثورة ديسمبر في 2018م دخل السودان في نفق مظلم من الفوضى حيث تحولت الأحلام الوطنية إلى كوابيس سياسية وأمنية عصفت بكل جوانب الحياة فبعد أن تشكلت الحكومة المدنية التي كانت تبشر الناس بالتغيير اصطدم الشارع بواقع مغاير عنوانه الأكبر “التشفي والانتقام لا الإصلاح والبناء.
غابت أولويات المواطن وانهارت منظومات الدولة واحدة تلو الأخرى ووجدنا أنفسنا في دوامة من الفوضى والانهيار ثم جاءت إجراءات 25 أكتوبر كتصحيح للمسار فرصة ذهبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن ويا للأسف لم تترجم هذه الفرصة إلى واقع فعلي بل عادت ذات الوجوه والأفكار واستمرت الخطة الجهنمية لتفكيك الدولة وإضعاف مؤسساتها وتشريد كفاءاتها.
والمؤلم أن كل ذلك تم بأيادي كان يفترض أن تحمي الوطن لقد دفع القادة العسكريون ثمنا باهظا لتحالفهم مع المدنيين حتى انقلب هؤلاء على الشراكة بتمهيد مدروس لما سمي بالاتفاق الإطاري وعندما فشلوا فيه فتحوا أبواب الجحيم عبر المليشيا التي عرفها الجميع.
هذه القوة الخارجة عن القانون مارست أبشع صور الإجرام من القتل والسحل والتهجير والاغتصاب مشاهد مأساوية لم تعرفها بلادنا من قبل والآن وسط هذا الدمار يعيد البعض الحديث عن إعادة ذات الوجوه التي لفظها الشعب مدنيين كانوا أم سياسيين ، لكن الشعب قال كلمته ولن يعود عن قراره فهؤلاء لا مكان لهم بعد اليوم ولن يسمح لهم بأن يبنوا أحلامهم على أشلاء الأبرياء ودموع المشردين.
سيادة الرئيس عبد الفتاح البرهان
إن ما نقله الإعلام والوسائط من مشاهد الغضب الشعبي ضد هؤلاء العملاء في الخارج يعبر بصدق عن نبض المواطنين عن حجم الرفض والتحدي وعن تصميمهم على حماية الوطن من كل متآمر.
افعلها يا سيادة الرئيس وافتح صفحة جديدة في تاريخ السودان تكتب فيها أن قائدا وطنيا قرر أن ينقذ بلاده من التلاشي ويواجه العالم بثقة وشجاعة افعلها سيادة الرئيس وسيسجل لك التاريخ أن السودان نجا من الانهيار بسبب حسن تقديرك وصمود أبطال القوات المسلحة والمخابرات والشرطة والمجاهدين وكل أبناء الوطن المستنفرين والمقاومة الشعبية.
سيادة الرئيس البرهان لا تلتفت كثيرا لما يسمى بالمجتمع الدولي فقد عرفنا مواقفه وانحيازاته ولم يأت منه سوى الضغط والإملاء.
سيدي البرهان كون حكومة كفاءات وطنية بإشراف مباشر منكم، تعيد للمؤسسات هيبتها وتهيئ الطريق لانتخابات حرة ونزيهة من دون تدخلات أو وصايات.
سيدي الرئيس البرهان صادق على قرارات المحكمة التي أمرت بإعادة ضباط الشرطة المفصولين في أكبر مجزرة تشهدها هذه المؤسسة في تاريخها سيكون بالفعل مساهمين مع زملائهم في حفظ الأمن وعودة الحياة إلى طبيعتها.
سيادة الرئيس البرهان الشعب كله اليوم خلفكم لا فرق بين مدني وعسكري أصبح الجميع في خندق واحد خندق الوطن فلا تتردد وافعلها اليوم قبل الغد. والله من وراء القصد
ولنا عودة