رأي

محمد عبد الله الشيخ يكتب في نصف رأي: دمعات حرّى على قبر الشهيد عثمان

محمد عبد الشيخ

*نصف رأي*

*دمعات حرّة علي قبر الشهيد عثمان*

اقول الآه كي أشفي غليلي
وتجرحني واحسبها دوائي
علي جمر تسير بي الليالي ولانور أمامي او ورائي
يزور الحزن قلبي دون أذن
وتمطر دونما ماءٍ سمائي

الحمدلله في ليلي واصباحي
الحمد لله في حزني وفي فرحي
الحمدلله في أمني وفي قلقي
طبيي الحمد والتسبيح مصباحي

تضيق الدنيا لتصبح كتابوت وتضيق اللغة وينضب معينها لدي
وأجدني عاجز خاوي الوفاض أستجمع شتات فكري وحطام روحي وما خار من قوتي لعلي أفي بشي او نذر يسير عن رجل هو استثناء في كل شيء في خلقه وصدقه وحبه لأهله وبره بوالديه ووفائه في علاقاته ومبدئيته التي لايحيد ولا يتزحزح عنها كم وددت

فتي غير الغني عن صديقه
ولا مظهر الشكوي إذا النعل زلت
راي حلتي من حيث تخفي مكانها
فكانت قذي عينيه حتي تجلت

كم وددت وتمنيت ان يأتي
ما اكتبه اليوم
في غير هذا الموضع موضع وددت لو إنني اكتب عن بطولاته وانتصاراته والاحتفال به وهو يقود قوة من جهاز المخابرات في معركة الكرامة التي كان الشهيد البطل المقدام سعادة المقدم امن معاش عثمان دفع الله احمد الشيخ تواقا. للتواجد في صفوفها بين زملائه وجنوده يتابعها ساعة بساعة ولحظة بلحظة كان طاقة من الامل والفال نتزود منه في تلك الايام الكالحات نجده ممتلي بالثقة واليقين لذي استعصت الكتابة لتسود السطور بنعية بدلا من تتلون ببنفسح الفرح بانتصاراته وقد قاب قوسين من العودة الي عمله المحبوب بجهاز الأمن والمخابرات لكنه امر الله والقدر المحتوم والامر النافذ لايقدم ولايؤخر فقد حانت الساعة التي كنا نهرب منها وجاء الخبر اليقين الذي كنا نخشي سماعه ليس بخلا بروح عثمان علي الوطن لكن لأننا ندخره لمعركة البناء والإعمار وليس بخلا علية بالشهادة فمثله لايموت رخيصا فقد عرف البعض استشهاده قبل حين من اعلانه ولكن من يجرو علي الكلام من يجرو ان يكون نذير شؤم ويقتل الأمل الذي ظل قائما بعودته يكبر كلما حررت القوات المسلحة منطقة ما داخل الخرطوم ويتسسل الياس ويراودنا الخوف كلما خرجت قائمة بتحرير عدد من الأسري وخلت من اسمه وهكذا مضي الحال يتارجح بين الأمل والخيبة حتي تعرت الحقيقة تحمل خبر وفاته شهيدا بعد ما يقارب العامين من أسره من قبل مليشيات الغدر والخيانة التي رات فيه عدوا لدود وخصما عنيد يفضحها ويكشف سؤاءت اوباشها في الميديا فتراكم الحقد علية بما سدد من ضربات لشبيه الرجال (بقال) فبحثوا ونقبوا عن من يأتي به وباستدراج من جار السؤ الرخيص آكل السحت تم أسره فوجدها جار السؤ سانحة ليشبع نهمه في اكل الحرام يستغل عاطفة الأسرة ويطلب الملايين لفك اسره فيحنث ويكذب والحمد لله انه وقع الآن فيما أوقع فيه عثمان ذليلا صاغرا. منكسرا الي ان يلقي ما يستحق من جزاء

نعم كان الشهيد عثمان غير حتي في موته جاء خبره بالتدرج كأنه أراد أن يخفف علينا هول الفقد فجاء بعد مضي شهور علي رحيله المر الاليم في أواخر ديسمبر من العام الماضي والأهل مفرقين ومشتتين أيدي سبأ فكان إعلانه بعد ان عادوا وتجمعوا فجمعهم وهو ميت كما كان يجمعهم ويحلو له ان يكون بينهم وهو حي نعم عثمان غير في كل شيء كان في حياته فينا مرجواً وبينا محبوبا واملا مضئيا هو حشد من القيم والمبادي لا تفقده حيث يجب أن يكون سباق لكل خير بعيدا عن المساقط والزلل كل من ينعية الآن يكشف عن سر كان يعلمه عنه ويجهله أقرب الناس إليه بهذا القدر وتلك السعة من المحاسن والصفات الطيبات نفتقدك عزيزي الصديق بهذا القدر يقسو علينا غيابك الأبدي وبنا ولنا حاجات لايسدها غيرك رحلت امتحانا لصبرنا وصدقنا بعد ان ظننا اننا قد تداوينا وتقوينا من ضعفنا وازدادت مناعتنا في تقبل الفواجع وتحمل المواجع من فرط تكرارها بين الاهل والاقربين إلاّ ان رحيلك جاء ليكشف ضعفنا الذي لم نتهيا له وكأننا لم نسمع ولم نعي قول الله تعالي (كل نفس ذائقة الموت ) كان طول فترت حبسك في سجون المليشيا عامان من الأمل والألم قسي علينا فيها الزمان بامتحانات وابتلاءت باهظة اناخ شبح الموت رحاله عندنا مرات عديدة كانت كل واحدة أمر من قبلها خارت قوي الصبر فينا كان وجودك فيها سببا للتماسك والصبر فكانت هذه اكبر مواضع فقدك ومضت الايام متثاقلة موحشة مخيفة نصبح علي حال ولاندري كيف واين نمسي الي جمعنا التهجير القسري بوالدتك المكلومة بعد ان اخرجها الاوباش هي واشقاءك قبل أن تكمل عدتها علي والدك الحافظ الصائم القائم تظاهرت بالتماسك أمامها ففشلت كنت اري في وجهها الذي شحب جراء غيابك قلب يتمزق اعطاني يقينا بأن الله منتقم لها من المليشيا ولآلاف الامهات مثلها وأنه بقدرته سيرينا يوما في المليشيا و من غدروا بك تغر فيه أعيننا وتسلج فيه صدورنا ويشفي فيه قلنا فهاهو قد جاء ومازال ماضي الي زوالهم واستئصال شافتهم ليتجرعوا من كأس الذل الذي سقوا منه الأبرياء وتفجع قلوب أمهاتهم ويتيتم أبنائهم وترمل نسائهم كما فعلوا بأمك وابنائك ورملوا زوجتك مضيت صديقي الغالي رفيق الفكر وأنيس المثاقفة الذي فقدته مضيت انت شهيدا شامخا تصحبك دعوات الألآف ودموعهم وتلاحق من حبسوك لعنات أمك وأهلك وابنائك وحسرة (هاجر) الأرملة التي اثقلت عليها الحمل وهي لاتقوي علي النظر في وجوه التومات النوابغ(صفاء ومروة) لاتقوي هي ولا احد من الأهل علي رؤيتهن في غير رفقتك وقد ارتبط ظهورهن معك كالظل لهذا كله أجد نفسي أمام اقسي إمتحان لم يكن لي به عهد في الكتابة فقد ظللت منذ سمع نبأ رحيلك الصاعق اكتب وامسح أضيف واحذف كتب الكثيرون في وداعك ورثاءك فاوفوا ألاّ انا الذي فشلت وعرفت قلة حيلتي وضعف زخيرتي ويباب عقيرتي والله الله وحده هو من يعرف مقامك وينزلك منزلك مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

هذا مالدي
والرأي لكم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى