رأي

ياسر الفادني يكتب في من اعلى المنصة: الرباعية ما لم تُمسك يد أبوظبي… فلتصمت!

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

الرباعية ما لم تُمسك يد أبوظبي… فلتصمت!

لا يُبنى السلام على جماجم الأبرياء، ولا تُعاد الكرامة الوطنية عبر ممرات دبلوماسية تموّه وجه الجريمة، ما يحدث في السودان ليس صراعًا سياسيًا، بل ذبحٌ معلن لشعبٍ أعزل، ومجزرة مستمرة تُدار عن بُعد، بينما العالم يفاوض القاتل وينسى صوت الضحية

مليشيا الدعم السريع ليست طرفًا سياسيًا يُمكن إدماجه أو استيعابه، هي تشكيل مسلح، تحركه الغريزة لا الفكرة، وتدعمه الخزائن لا الإرادة الشعبية،لم تنبع من رغبة السودانيين، بل زُرعت في أرضهم بسلاح خارجي وغطاء إقليمي معروف، هذه المليشيا ارتكبت من الفظائع ما يكفي لإسقاط حكومات ومحاكمة رؤساء، ورغم ذلك ما تزال تُعامل كرقم في معادلة التسوية، هذا خذلان مضاعف للضحايا، وإهانة لدماء الشهداء التي لم تجف بعد

من يسلّح القاتل يتحمل دمه، ومن يموّل المليشيا يكتب معها بيان الموت المشترك، لا شيء يخفى بعد الآن، كل الدلائل تشير إلى أن الإمارات، بأموالها وسلاحها وطائرات شحنها، هي الراعي الأبرز لاستمرار هذه الحرب، تقارير أممية، وشهادات ميدانية، وصور بالأقمار الصناعية، كلها تشير إلى خطوط إمداد تمر عبر تشاد، وذخائر تأتي من صربيا بترانزيت عربي، ودعم لوجستي يمر في صمت سياسي مريب

كيف يُبنى السلام والموت ما زال يُشحن على دفعات؟ كيف يطلب من الشعب أن ينسى، والمقابر الجماعية تُكتشف كل أسبوع؟ كيف نصدق نوايا الرباعية، وواحدة من ركائزها تُغذّي المذبحة بالعتاد والمال والتقنيات؟

الشعب السوداني ليس كائنًا بلا ذاكرة، هو شعبٌ محفور في قلبه الوجع، لا بيت يخلو من شهيد، لا مدينة لم تُدنّس، لا حيّ لم يسرق منه الضوء ، كيف تطلبون من أمٍ دفنت أبناءها أن تصافح من موّل قاتلهم؟ كيف تنظرون في عيون من دُفنوا أحياءً تحت الأنقاض وتقولون لهم: “هذه هي السياسة”؟

أي تسوية لا تنزع السلاح، ولا تعاقب المجرم، ولا توقف المال الذي يشتري الرصاص، ليست تسوية بل مؤامرة، وأي مبادرة سلام لا تبدأ من كبح يد أبوظبي، هي مبادرة ميتة من لحظتها الأولى

إلى كل سوداني وسودانية، إلى كل أم شهيد، وكل نازح، وكل من عاش الجحيم على يد هذه المليشيا: لا تسمحوا لأحد أن يغسل يد القاتل بالمصافحة، لا تُمنح الشرعية لمن ذبح، ولا يُعاد تدوير الرصاص في ثياب مدنية، احفظوا أسماء شهدائكم، علّقوها في صدوركم، رددوها في صلواتكم، اجعلوها عهدًا لا يُمحى

إني من منصتي انظر…. حيث أرى… أنه لا مصالحة بلا محاسبة، ولا عدالة مع الإفلات، ولا وطن يُبنى على تطبيع مع الذبح،
الرباعية، ما لم تُمسك يد أبوظبي… فلتصمت.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى