رأي

الزين كندوة يكتب: السودان (أربك) الأمريكان بالسبعة شروط وإتجه شرقا

السودان (أربك) الأمريكان بالسبعة شروط وإتجه شرقا
بقلم : الزين كندوة
_ بكل تأكيد القرار الذي إتخذه وفد حكومة السودان في اللقاء التشاوري مع نظيره الأمريكي ،بإنهاء الجولة التشاورية بجدة بدون التوصل لإتفاق سيكون ( أربك ) الحكومة الأمريكية وكل مؤسساتها وحلفائها ايضا ، وسيدخلها في مأزق تأريخي لفشلها في جر مؤسسات الدولة السودانية لمنبر جنيف (حتي يتم نسيان وتناسي كل ماتم الإتفاق عليه بمنبر جدة ) وفي تقديري منبر جنيف الغرض منه ( محو ) إتفاق منبر جدة الذي لم تنفذ منه مليشيا الدعم السريع ولا شرط واحد ، ولقد فشل الداعمين لها علي المستوي المحلي والإقليمي الدولي من إلزامها بتنفيذ ولو جزء يسير منه.

_ كما هو معلوم بأن الأمريكان بالذات( أعضاء الحزب الديمقراطي) أصبحوا مضغوطين جدا بعامل الزمن في الإنتخابات ، ولكن الضغوط الحقيقة لم تقف عند هذا الحد ، بل تتعدي لضرورة حجز موقع إستراتيجي مبكرا علي ساحل البحر الأحمر ، لأن الحرب العالمية علي مقربة جدا، ولقد بداءت (شرارتها) بالتصعيد الإسرائيلي بعد مقتل إسماعيل هنية ، والتوعد الإيراني المستمر للرد الحتمي .
والأمريكان يعلمون تمام العلم بانهم في سباق محموم مع روسيا في السيطرة علي سواحل البحر الأحمر لأهميتها في منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، وكذلك الروس يعلمون هذه الأهمية، والسودان لموقعه الجغرافي أهميته تتعاظم جدا في هذا التوقيت العصيب، لذلك الكل يعمل من أجل كسب التنسيق الاستراتيجي مع السودان ،ولكن من عيوب الأمريكان يريدون من غير عطاء.
والأمريكان يعلمون تماما بأن روسيا لها أطماع بأن تتمدد في كل أفريقيا ، وتريد وراثة ( الغرب) سياسيا وإقتصاديا ،وكل ما يتعلق بتمدد النفوذ، فضلا عن إنها ترغب بشكل جدي في إنشاء قاعدة عسكرية علي البحر الأحمر بالإضافة لقاعدتها بدولة سوريا، لذلك سيكون الصراع قوي جدا مابين روسيا وأمريكا علي السودان في هذا التوقيت، لذلك يبدو السودان زاهدا في منبر جنيف ، وربما أدرك كل تكتيكاته التي تريد التنصل من إتفاق جدة .

_ لذلك الأمريكان كان كل ما يهمهم الآن ،وفي هذا التوقيت ضرورة إقناع الشارع الأمريكي بأنهم عندهم مساعي لإنهاء الصراع بالسودان ، وإبعاد السودان نهائبا عن المعسكر الشرقي (روسيا) ويبدو السودان حسم أمره من هذه الجدلية ،وأيقن تماما بأن الأمريكان يلعبون به (سياسة) ويريدون عطاء مجاني من غير مقابل.

لذلك السودان وضع شروطه للقبول بمنبر جنيف (البديل تماما لمنبر جدة ) بتنفيذ إتفاق جدة نفسه وكاملا ، وإبعاد الإيقاد بالاضافة لابعاد الإمارات وبريطانيا من مراقبة منبر جنيف ، والالتزام بالمسارات التي حددتها الحكومة السودانية سابقا ، وأظن هذه المطالب منطقية لأنها نص عليها إتفاق جدة برعاية الأمريكان أنفسهم، ولكن في تقديري تنفيذها سيكون صعب شديد علي أمريكان كمستفيدين من هذه الحرب ببيع السلاح للامارات حسب التقارير الرسمية .

فالسؤال المهم لماذا تريد أمريكا وحلفائها منبر جديد وبديل لذات المشكلة ولذات الأطراف ؟ إلا إذا كانت هناك رغبة لإلغاء ماتم الإتفاق عليه سابقا بمنبر جدة ، ويريد الأمريكان ومن (معهم) إيجاد رؤية جديدة ، تؤسس لثيقة إعتراف أخري تحسن من صورة مليشيا الدعم السريع بعد أن لفظها الشعب السوداني بسبب الفظائع والجرائم المرتكبة في حق المدنيين .

وبهذا نستطيع القول بأن السودان (أربك) حسابات الأمريكان بالشروط السبعة وهي : تنفيذ منبر جدة كاملا ، الخروج من الأعيان المدنية والمساكن ، عدم قبول مسارات جديدة للإغاثة ، إبعاد الإمارات وبريطانيا والايقاد من مراقبة منبر جنيف..

علي إي حال نحن مع التفاوض أينما ما كان ، ويظل الحوار هو الحل لإي أزمة بالبلد وبسببه بتقف الحروب ، وهذه الحرب اللعينة والعبثية لابد أن تقيف، ولابد من الحوار السوداني السوداني وإن طال السفر، لأن الحل للازمة السودانية بالداخل ، لذلك أقول لكل السادة السياسيين السودانيين المعلقيين آمالهم علي الأجنبي ،بأن الأجنبي سيحتل بلدكم ، ولا يمكن حماية البلد إلا بتقوية الجبهة الداخلية للمجتمع السوداني.

ودمتم ،،،
١١ أغسطس ٢٠٢٤

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق