صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: حكومة الأمل كيف تمخر عباب الأزمات؟

نقطة ضوء.
حكومة الأمل كيف تمخر عباب الأزمات
بقلم/ صلاح دندراوي
في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها السودان وبعد سنيت عجاف(أكلن) حصاد سنين سابقة، ها هي قد بدأت تلوح بوارق أمل تمثلت في أن تهتدي القيادة القائمة إلى تكوين حكومة من( تكنوقراط) هذه الكلمة التي أعيت حتى نفسها من كثرة ترديدها.
وها هو من أتى به ليمثل طوق النجاة لحالة الغرق التي يعيشها السودان قد شرع في تكوين تلك الثلة من الآخرين.
وبصرف النظر عن من هم الذين يمثلون هذه الحكومة، فهل وضعت لهم خارطة الطريق التي يهتدون بها، فقبل قدرات الأشخاص فهناك البرامج التي تسوق هؤلاء لتحقيق مطالب هذا الشعب الذي أعيته التجارب.
وأحسب أن تشكيل الحكومة قد تم وجعلت تلك السفينة تبحر في خضم أمواج متلاطمة من الأزمات والتي تتطلب حنكة في القيادة، وبراعة في الأسلوب، وخفة في الأحمال.
ورغم أن البعض قد دلق رؤاه في تلك الحكومة حتى قبل أن تفرد أشرعتها لتبحر، إلا أن هذا نابع من مخاوف لتجارب سابقة لم تؤت أكلها.
على كل الكل يترقب في أن تستوي سفينة (الأمل) هذه على (الجودي) بأمن وسلام وتعبر تلك الأمواج العواتي من الأزمات لا سيما وأن هذا ( البحر) مكتظ (بالتماسيح وأسماك القرش) التي تتحين الفرص لتنقض على الجميع وتلتهم تلك الخيرات التي يتمتع بها هذا البلد المعطاء.
لقد كان لنا في رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وخلفائه الراشدين أسوة حسنة في إدارة الدولة وكيف أنهم عبروا بتلك الدعوة من محيطها الضيق حتى طفقت بها الأرجاء، وكان ذلك لإدراكهم بعظم المسؤولية والهدف السامي الذي وضعوه نصب أعينهم، زادهم هذا الدستور( القرآن الكريم) الذي حمل تفصيل كل شئ، ويكفي ما قاله نبينا الكريم ( ما إن تمسكتم به لن تضلوا).
وقد وضعت تلك الشريعة السمحاء الأسس التي تقوم عليها الدولة، ومواصفات القائمين على الأمر، وكيف أنهم جاءوا خداما لهذه الأمة وليس سادة عليها، ويكفي ما قاله المولى في كتابه مخاطبا رسوله الكريم( ولو كنت فظا غليظ القلب لإنفضوا من حولك)، وكذلك دعوة رسولنا الكريم( يسروا ولا تعسروا .بشروا ولا تنفروا) وكثير من التوجيهات والنماذج الكريمة التي تمهد الطريق لنجاح هذا المسعى
إن المعول على هذه الحكومة كبير، وعليهم أن يدركوا أنهم جئ بهم في ظرف إستثنائي، وأن هذه البلاد وإنسانها مهددين في وجودهم، وفي ثرواتهم، وتحوم من حولهم المطامع، فعليهم ألا يتأخرون في فعل أي شئ يدفع عن هذه البلدة الشرور، ولا يتقاعسون عن أي دور يجلب لهذا البلد وشعبه عزة وسؤدد
عليهم أن يعلموا أنهم كالجنود الصناديد الذين ما إنفكوا يملؤون الساحات مضحين بأرواحهم ودمائهم زودا عن هذا البلد وشعبه، ينتقلون به من نصر ألى نصر، ولا ينتظرون ثناءا ولا شكورا، بل همهم أن ترتفع رايات هذا البلد عالية خفاقة، وأن ينعم إنسان هذا البلد بالأمن والطمأنينة والسلام والإستقرار.
إن المنتظر من هذه الحكومة كثير وكبير، وهذا لا يتأتى بالأماني والأحلام، وإنما بالعمل الجاد وبذل الغالي والنفيس، فإن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم ووضعوا لهم مكانة في سرد التاريخ، وإن أساءوا فعلى أنفسهم، وسيمرون كفيرهم ممن سبقوهم لم يضعوا بصمتهم، ولم يذكر التاريخ لهم أثر.
ولنا عودة…