صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: الفاشر..عندما يكون الصمود قلادة شرف

نقطة ضوء
الفاشر..عندما يكون الصمود قلادة شرف
بقلم صلاح دندراوي
الحرب كر وفر،، ولا توجد إنتصارات دائمة، أو هزائم دائمة لا سيما في ساحات الوغى، حتى المولى سبحانه وتعالى أكد على ذلك وعاب أن يفر المرء من ساحات القتال إلا أن يكون منحاز إلى فئة، أو متحرف لقتال، وهكذا الحرب عليكم البلاء، والنصر من عند الله، وقد يكون النصر ليس بكثير عدد أو عتاد، وهو إمتحان إلهي للعبد المؤمن لذا كان الجزاء الأوفى للشهداء والذين قال عنهم المولى تعالى( لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون،)
وحتى في حضرة نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ذاق جيشه حلاوة الإنتصار في بدر، والهزيمة في أحد، مع أن الله كان قادر على أن يسوق له التصر ولكنها ارادة الله الغلابة ومقاديره، وحكمه.
بل لنا في معركة مؤتة عبرة، وهي غزوة وقعت في جمادى الأول عام 8 هـ ( 629 م) بين جيش المسلمين (3 آلاف مقاتل) وجيش الروم والقبائل المتحالفة معهم (200 ألف مقاتل) في بلدة مؤتة بالأردن. حيث انتهت المعركة بنجاح خالد بن الوليد في الانسحاب بجيش المسلمين بأقل الخسائر، بعد استشهاد القادة الثلاثة: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة. ولم يوبخهم نبينا الكريم، بل سماهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه تخفيفا على هؤلاء المشفقين، بأنهم الكرارون، أي أنهم سيكرون على العدو من جديد.
لذا حالة الحزن التي إنتابت الكثيرين عقب رشح الأنباء بتوغل المليشيا بعض أجزاء الفاشر، وإن كنا نقدرها بفعل هذا التعاطف الوجداني، إلا أنها الحرب هكذا كر وفر، ونصر وهزيمة.
إن هؤلاء البواسل الذي صمدوا في وجه تلك المحاولات اليائسة للأعداء لأكثر من عام في وجه تآمر دولي وإقليمي وعملاء بالداخل لهو فخر وقلادة شرف في جبين هؤلاء الصامدين الذين لم يتزحزحوا وجعلو يصدون كل الطلعات التي كان يشنها العدو حتى قاربت ال300 هجوم كلها تكسرت على صخرة هؤلاء البواسل..وحتى لا قدر الله أن سقطت الفاشر أو غيرها من مدن فهذا ليس ختام المطاف ويجب أن نستذكر التاريخ القريب لنرى كيف أن هؤلاء الأعداء سيطروا على الخرطوم والجزيرة وسنار وكثير من المناطق والمدن، وتغلغلوا داخل بيوتها وحسبوا أن الدنيا دانت لهم، فأين هم الآن لقد تم بفضل الله اولا، ثم تضحيات جنودنا البواسل في القوات المسلحة والقوات المساندة من أجهزة نظامية ومستنفرين وقوات مشتركة وبراءون ودرع، وغيرهم، بفضل كل هؤلاء إستطعنا أن ندحرهم ونبعدهم إلى تلك الأصقاع،
إن العدو يسعى جاهدا ليضعف روحنا المعنوية ويشتت وحدتنا ويفتت من عضد جبهتنا الداخلية، ولكن هذا الشعب الذي ما توانى عن دعم قواته المسلحة بالروح والمال والعتاد لن يتيح لتلك المرامي أن تسود، وقادر للتصدي لكل تآمر وإستعادة كل جزء عزيز حاول هؤلاء أن يستقطعوه من جسد هذا الوطن، ليبقى هذا الوطن عزيزا, شامخا برجاله، يتردد في أصقاعه وصايا جدودنا( جدودنا زمان وصونا على الوطن).
أن وعد الله قائم في أنه( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير) فقط يبقى الشرط( ولينصرن الله من ينصره).
إن ثقة هذا الشعب في نصر الله ثم إنتصار قواتنا المسلحة لكبير وهو على يقين بوعد الله تعالى( أن الأرض يرثها عبادي الصالحون). صدق الله العظيم، ولندرك جميعنا ان الله بالغ أمره..







