سياسة
خلافات يونيتامس تأكيد فشل الحلول الخارجية للأزمة السودانية
خلافات يونيتامس تأكيد فشل الحلول الخارجية للأزمة السودانية
الخرطوم: سودان بور
بات واضحاً للمراقبين للشأن السوداني، بأن الخلافات داخل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في السودان لدعم الانتقال (اليونيتامس)
حول نتائج مبادرتها، تعكس مدى عدم نجاح الحلول الخارجية وتعد تأكيداً بأن مثل هذه الحلول ماعادت مجدية وليست الحل المناسب للأزمة السودانية.
ويرى محللون سياسيون أن الحلول الخارجية التي تتبناها الأمم المتحدة للأزمة السودانية من شأنها أن تفتح الباب واسعاً أمام تدويل الأزمة وتعقيدها، الأمر الذي يحتم على السودانيين تحمل مسئولياتهم خلال هذه الفترة والعمل على التوافق لمنع انزلاق البلاد في الفوضى والاحتراب.
كما أن الاتحاد الأفريقي، احد الأطراف الفاعلين في الأزمة السودانية، يرفض هو الآخر تدويل القضية السودانية وإخراجها عن البيت الأفريقي، وهو توجه واضح يفضل الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية، بعيداً عن التدخلات الخارجية وتدويل الأزمة.
ويشير دبلوماسيون، إلى إلى انصراف البعثة عن المساعدة في استكمال أجهزة الفترة الانتقالية وتجاهلها تفعيل ما يستلزمه إجراء الانتخابات من تعداد سكاني وقانون ومفوضية الانتخابات، فضلاً عن تباطؤها في حشد الدعم الاقتصادي الدولي لمساعدة السودان وفقاً لتفويضها، يعتبر من احد عوامل اهتزاز الثقة بين الحكومة والبعثة، من جانب وبينها وبين الشعب السوداني من الجانب الآخر، مما يفسر الاحتجاجات الضخمة المطالبة بخروجها وإنهاء تفويضها، كون وجودها مرتبط فقط بالمحافظة على المصالح الغربية وليس مصلحة المواطن.
ويقول المحلل السياسي الدكتور حسين النعيم، إن الاتهامات التي تطال البعثة بالتقصير، هي في غالبها صحيحة بالنظر إلى إهمالها الاهتمام باستكمال السلام من خلال الضغط على زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال عبد العزيز الحلو، ورئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور لينضما إلى اتفاق السلام.
وأشار النعيم إلى أن الوعود الغربية للسودان لا تنفصل عن كثير من الوعود الخاوية والتي تساعد على إطالة أمد الأزمة َومنح الغرب فرصة لترتيب مصالحه..
كما أشار أيضاً في هذا الخصوص، إلى أن النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، كثيرا ما تحدث عن أهمية توافق السودانيين مهما كانت خلافاتهم لتجاوز الأزمة الراهنة وتحقيق التحول الديمقراطي عبر صناديق الاقتراع ليختار الشعب من يحكمه دون وصاية من احد.
ويجمع مراقبون أن إبعاد الحلول الخارجية ووصاية الأمم المتحدة وبعض الدول الغربية من التدخل السالب في الأزمة السياسية الراهنة يعجل بتوصل السودانيين إلى اتفاق حول برنامج برنامج وطني للحكم، يساعد الدول الغربية بل ويمكنها من التعامل الشفاف مع السودان في إطار تبادل المصالح والمنافع المشتركة.