سياسة

سيناريوهات عودة حمدوك مابين هندسة الفشل وأحلام العبور والانتصار!

الخرطوم: سودان بور
لم يعد خافيا للجميع سعى مبعوث الأمم المتحدة بالسودان، رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال السياسي في السودان “يونيتامس” فوكلر بيريس، في أعقاب فشل مبادرته، رد الجميل لحمدوك رئيس الوزراء المستقيل، الذي يصفه البعض بعراب الإستعمار الجديد ومهندس مشروع ابتلاع السودان عبر البعثة الأممية، والذي بعث بخطاب تعيينها لمجلس الأمن الدولي خلسة دون مشاورة اي من أفراد الشعب السوداني، إلى سدة الحكم من جديد.
ومازالت جملة من الاستفهامات والتساؤلات تطرح بكثافة من قبل الرأى العام والمهتمين بالشأن الانتقالي في السودان، مغزى ودلالات الترويج لعودة حمدوك في هذا التوقيت؟، ولماذا العودة الآن ضمن المبادرة الأممية الافريقية،وهل يعني خيار العودة عودة الفشل من جديد ، رغم أن حمدوك نفسه أعلن فشله ودفع بإستقالته، وقد رفضت قوى الحرية والتغيير برنامج عودته بعد قرارات ٢٥ أكتوبر، وهل يأتي طرح برنامج العودة هذا، ضمن مخطط مشروع بيع السودان للغرب، وامتداداته بقطع الطريق؟ أمام مبادرة التوافق الوطني للحوار بين السودانيين جميعآ،وجهود السودان في تحديد خياراته المستقبلية وفق مصالح الاستراتيجية.
ويطرح مراقبون عدة سيناريوهات تتصل بعودة حمدوك وابعادها وتأثيراتها على الأمن القومي السوداني ووحدة الدولة السودانية وإمكانية تسريع وتيرة عملية تقسيمها إلى دويلات متحاربة ومقتتله، لأقتسام مواردها بين المجموعات الاوربية والإقليمية والولايات المتحدة الأمريكية، ومدى صلة العودة بمشروع تفكيك الجيش السوداني وإكمال مشروع بيع السودان لدول ذات نفوذ واطماع معلومة في المنطقة.
وتشكل زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لدولة الإمارات العربية المتحدة غدا، واحدة من السيناريوهات التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، بكثافة وربطت بينها ولقاء حمدوك المتواجد هناك.
ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين النعيم؛ واضح ان هناك مخطط لعودة حمدوك، يتم بلورته عبر عدة حلقات ومحاور أبرزها محور المبادرة الأممية الافريقية التي يقودها فوكلر مع الاتحاد الافريقي، لتمريره على الرأي العام حتى يسهل عملية بلعه َبالتالي هضمه، بينما يقود المحور الثاني وزراء في حكومة حمدوك الأولى يعملون على تحسين صورة تلك الحكومة واسناده هذا التوجه بحملات اسفيرية على وسائل التواصل الاجتماعي والناشطين، الغرض منها إعادة تدوير كابتن ماجد لتحقيق احلام العبور والانتصار على جماجم الشعب السوداني الذي اكلته سياسات حكومة ووعود أصدقائها الغربيين الذين يوحون له برؤية ضوء النفق.
بينما يشير مراقبون إلى سيناريو آخر يتصل بأهداف عودة حمدوك يتمثل في تحقيق مطلب قوى الحرية والتغيير وحلفائها الغربيين بتفكيك الجيش السوداني وبالتالي التخلص من المكون العسكري بضربة لازب.
ينتظر الشعب السوداني الإجابة على هذه السيناريوهات ما بين عودة الفشل وتحقيق احلام العبور والانتصار مع نور آخر نفق الراهن السياسي المظلم.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق