سياسة

تحولات القرن.. هل تفقد أمريكا قارة إفريقيا؟

الخرطوم: سودان بور
تجاهلت القارة السمراء تماماً دعم العقوبات الغربية ضد روسيا بحيث رفض القادة الأفارقة دعم موقف الغرب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية! وقالت الصحيفة الامريكية “فورين بوليسي” رغم ضغوط واشنطن التي مورست الا إن الدول الأفريقية تجاهلت مطالب واشنطن بشأن دعم موقفها في أوكرانيا.
وقالت أيضاً : عند تصويت الأمم المتحدة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، امتنعت الدول الأفريقية إلى حدٍ كبير عن التصويت” مؤكدة إن عدم وجود إجماع من القادة الأفارقة أعاق الهجوم الدبلوماسي لواشنطن!
ها هي أمريكا تجني مازرعته من سياسات تسلطية غير متكافئة في اول بادرة لتلاشي قبضتها في ابتزاز الشعوب! ويبدو ان العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا بدأت تغير العالم وتوازناته القديمة! خاصة ان تجارب العلاقات الامريكية الافريقية لا تغري بالاستمرار وانما العكس هو الصحيح لم تدخل امريكا في بلد الا ودمرته والتجارب مبذولة؛ العراق الذي احتلته وعينت عليه حاكما؛ “بول بريمر” رغم مايتمتع به من ثروات لم تخرج منه الا وقد تركته ساحة الفوضى وتسيد داعش؛ هذا بعد ان نهبت ثرواته وآثاره؛ وعاثت فيه فسادا دون اي ادني عمل ايجابي او إصلاحي! وهذه أفغانستان بعد عشرين عاما من التدخل الشبيه بالاحتلال خرجت منها وكأنها لم تدخلها دون اي تنمية او تطوير اواصلاح! وليس بعيدا عن الاذهان دخولها الصومال الذي لم يشهد عافية بعدها قط! وهكذا ظل التدخل الامريكي في دول العالم لعنة علي رؤوس شعوبها؛ لانها طوال تاريخ علاقاتها مع العالم لا تعرف الندية وتبادل المنافع؛ وانما تفترض الطاعة التامة في تلك الدول التي تشرفها بتطبيع علاقاتها! لم تقدم ولا نموذج يتيم يغري العالم باقامة علاقة ندية بها؛ ولم ترتبط علاقاتها الا من خلال الضغط والابتراز؛ وعمران خان رئيس وزراء باكستان بالتأكيد لن يكون الحالة الاخيرة التي تميز نتيجة علاقات دول العالم بامريكا!
ان كثرة الامثلة السلبية للتدخل الامريكي في شان الدول الافريقية وكمية الدمار التي حلت بهذه الدول نتيجة هذه العلاقات؛ يبدو انها فتحت وعي افريقيا وعيونها علي طبيعة علاقاتها المنتجة مع الصين وروسيا؛ بحيث هنالك تبادل مصالح حقيقي مابين هذه الدول؛ سواء علي مستوي تطوير التنمية والبنية التحتية والخدمات وتطوير الصناعات؛ او علي مستوى التسليح والعلاقات العسكرية الامنية؛ التي تقوم علي التنسيق المتبادل بكل ندية؛ بخلاف العلاقة مع امريكا التي لا تعرف سوى الطاعة والانسياق وفرض الشروط والابتزاز! بما جعلها تقرر انه قد ان الاون لوقف ذلك؛ والتعامل مع حلفاء يتمنون النماء المتبادل والتطوير وليس الاستنزاف والخراب!

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق