سياسة
النيل الأزرق .. حريق يستهدف إتفاق السلام
النيل الأزرق .. حريق يستهدف إتفاق السلام
الخرطوم: سودان بور
إشتعلت توترات قبلية بولاية النيل الأزرق خلال الأيام الماضية خلفت عشرات القتلى والجرحى، نتيجة لمقتل أحد المزارعين بمحلية قيسان منطقة أمورا. وشهدت بعض مدن الإقليم تفلتات قبلية ترتب عليها قتلى وجرحى وإتلاف للمحلات التجارية. وإثر ذلك تدخلت قوة من الشرطة بإسناد من القوات المسلحة والدعم السريع، وتمكنت من السيطرة على الموقف وضبط بعض المشتبه بهم وإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ونتج عن الأحداث بالمدن المختلفة قيسان – أمورا – بكوري – أم درفا الرصيرص قنيص عشرات القتلى والجرحى وإتلاف للمحال التجارية. وأثناء هذه الأحداث عقدت لجنة الأمن إجتماعات طارئة وأصدرت قرارات بحظر التجوال بمحليتي الدمازين والرصيرص من الساعة السادسة مساءً وحتى الساعة السادسة صباح اليوم التالي. ومنع التجمعات غير الضرورية. على أن تظل القرارات سارية حتى إستقرار الأوضاع.
وأكد حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة بادي أن حكومته تضع أمن وإستقرار المواطنين في قائمة أولوياتها وستبذل ما بوسعها من أجل إستتباب الأمن، وستتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد مثيري الفتن وستضرب بيد من حديد على كل المتفلتين. وقال بادي خلال الزيارة التي قام بها لمواقع الاحداث بمدينة الرصيرص، أن الإقليم كان أكثر أمناً وإستقراراً وشهد عودة النازحين واللاجئين إليه، إلا أن دعاة الفتن ومثيري خطابات الكراهية والعنصرية سعوا لتعكير أمن وإستقرار مجتمعنا الذي تعايش سوياً لعشرات السنين.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو دعا السودانيين في أكثر من مناسبة إلى إعلاء قيم السلام والتعايش السلمي بين المجتمعات. وشدد على ضرورة نبذ خطاب الكراهية والجهوية والعنصرية. وأشار دقلو إلى أن زيارته لولايات دارفور في هذا التوقيت تهدف لحسم مظاهر الفوضى والصراعات القبلية وإعادة النازحين وفرض هيبة الدولة.
من جانبها طالبت الجبهة الثورية في تعميم صحفي حكومة النيل الأزرق لإعمال سلطة القانون وفرض هيبة الدولة وحماية المواطنين. وناشدت رجالات الإدارة الأهلية بالنيل الأزرق للتدخل لوقف الإقتتال والعمل على تسوية النزاعات والخلافات بالحكمة وبعيداً عن العنف. كما دعت الثورية القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالنيل الأزرق لتفعيل وسائل التوعية بين المواطنين لتفويت الفرصة على أصحاب الغرض والمتربصين بالسلم المجتمعي.
وأبدى الأمين العام لقوى الحرية والتغيير (التوافق الوطني)، مبارك أردول أسفه على سقوط قتلى وجرحى في الأحداث الدامية التي شهدتها ولاية النيل الأزرق. وناشد أردول العناصر المتنازعة إلى ضرورة الإحتكام إلى صوت العقل وإعمال الحكمة ونبذ العنف والتمسك بالموروث الإجتماعي المرتكز على التعايش المجتمعي لحل التباينات ومعالجة الخلافات الحالية، مبيناً أنه لا مكسب من إفتعال العنف سوى مزيد من سفك الدماء وتوزيع الآلام والغبن وبث روح الإنتقام، وهو أمر الجميع في غنىً عنه.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن الإشتباكات القبلية والحرائق التي تندلع في دارفور وكردفان تشعلها جهات لا تريد للسلام أن يتحقق في السودان. وأكد الخبراء أن نائب رئيس مجلس السيادة حذر من أمثال هؤلاء وتوعد بملاحقتهم وتقديمهم للعدالة. وقال الخبراء أن ما يحدث من فتن وتوترات يستهدف بصورة مباشرة إتفاق جوبا لسلام السودان الذي تسعى جهات غربية إلى نسفه بمعاونة عملاء الداخل. وأكد الخبراء أن الموقعين على إتفاق جوبا لسلام السودان وقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى قادرون على حماية الإتفاق من المهددات وسيتجاوزون المؤامرات والفتن وسيعم السلام في السودان رغم أنف الرافضين والمتآمرين.