رأي

صلاح دندراوي يكتب: سيد الفرح

سيد الفرح

بقلم/ صلاح دندراوي
رغم قساوة الحرب وجورها ومآسيها وجراحها التي ما زلت تنزف، أبى الهلال إلا أن يكون حاضرا في ذاك المشهد مطببا على تلك الأحزان ومزيلا غشاوة الظلم ومبددا لتلك الدياجر التي أرادت أن تستحكم.
أبى الهلال إلا أن يكون حاضرا ببدره الساطع يلقي من بين ثنايا أشعته وخيوط ضيائه نورا ينير به الظلمات وضياءا يزيح به العتمات وفرح يهزم به كل طيف للأحزان حاول أن يستحكم فينا.
لقد بذل كل أحد من أهل السودان ما بوسعه ليخفف مصاعب هذه الحرب، الجندي خلف دباباته ودوشكاته يبذل في الروح رخيصة فداءا لهذا الوطن الحبيب، والمواطن بصبره وجلده وتكاتفه قدر المستطاع ليهزم هذا الطغيان الآثم بسلوكه وتراثه العزيز في التراحم والتكافل. وحتى الأشقاء الذين همهم أمر هذا البلد ومواطنه لم يتخلفوا وجعلوا يقدمون المعين الذي يخفف وطأة هذا الظرف الصعيب يحاولون أن يمسحوا مواقف مخزية لآخرين إستكثروا على هذا البلد ومواطنه أن يعيشوا في أمن وسلام ويتمتعون بخيرات حباه الله لنا.
وكان الهلال في الموعد وفي ميدان المعركة يسعى ليجلب نصرا عزيزا لهذا الوطن المكلوم وفرحة تغشى تلك الوجوه الواجمة من هول ما رأت.
كان أبطال الهلال في ساحة المعركة وهم بعيدون عن خارطة الوطن وعيون محبيهم يضعون نصب أعينهم آمال وتطلعات شعب يتمنى أن تغشى وجهه إبتسامة تزيل كل تلك الكتل العابسة وفرحة في قلب يئن حتى يغسل ما لحق به من أحزان.
كان الهلال وكان أخوان الغربال في الموعد، وكان السودان حاضرا بكل أفراحه وأتراحه خلف الشاشات يمني النفس بإنتصار يزيد أوجاع الحانقين على هذه الأمة، وكانت قلوبهم تخفق كلما استدارت الكرة في خانة الخصوم وترفرف طربا كلما إهتزت لقذائفهم الشباك، وكان ياسر مزمل والغربال وكل الكتيبة المقاتلة يتزودون من أمال هذا الشعب وصموده فكان لهم ما أرادوا،
كانوا أبطالا وهم يدافعون عن عرينهم يحولون دون تمكن الخصوممنهم، وكانوا أشاوس وهو يتقدمون بكل ثقة يضربون في حصون الخصم حتى تهاوت، ليتبدد الظلام على هدى تلك الأشراقات وينام أهل السودان وهم فرحون بهذا النصر وتسكن في قلوبهم الطمأنينة بأنها أولى بشائر النصر الكبير وعودة الأمور إلى نصابها.
ما حققه هلال السودان في تلك الملحمة وفي خضم تلك الظروف يعد آنتصارا عزيزا للوطن وأهله، فالرياضة لم تعد لعب ولهو بل باتت سياسة ودولة ودبلوماسية، وما أجمل أن ترى علم بلادك يرفرف فوق الساريات لا يتخلف عن نظرائه.
وهذا هو عهدنا مع الهلال العظيم الذي لم يتخلف عن هذا المحفل ولم يتخلف عن مرافقة الكبار نحو المجموعات والمزاحمة نحو المنصات..
فهنيئا للسودان بهذه الكوكبة التي أبت إلا أن تسجل حضورا في زمن الأحزان، وهنيئا لأهل السودان بأن يكون لهم ممثل ما توانى ان يكون عند حسن ظنهم وان يسطر كل عام سفر من الإنجازات،. ولا يتخلف عن الإنضمام لأفضل فرق القارة ودمت يا سودان عزيزا، ودمت يا هلال بطلا تهدي النصر والأفراح.

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق