صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: إختيارات كامل ادريس.. والمسؤولية الوطنية

نقطة صوء
إختيارات كامل ادريس.. والمسؤولية الوطنية
بقلم/صلاح دندراوي
لا أحسب أن الدكتور كامل ادريس تم إختياره رئيسا للوزراء ليقود سفينة الجهاز التنفيذي خبط عشواء، حيث كانت الخيارات المطروحة والمتاحة كثيرة، ولكن لتقديرات قيادة الدولة ووضع معايير تتناسب مع هذا الظرف جاء هذا الإ ختيار.
ولا أحسب أن الدكتور كامل ادريس وافق على هذا التكليف حبا في المنصب أو بحثا عن الشهرة، لأن إستلام مقاليد منصب كهذا في هذا الوقت وفي ظل الظروف التي يمر بها السودان لا أحسبه مشجعا لأن يقبل احد بهذا التكليف والذي يعد مغامرة، لا سيما إن كان هذا يرنو ببصره إلى المستقبل السياسي، فالسودان بلد يا دوب يجاهد لإنهاء الحرب الإقليمية الدولية عليه، وما زالت بعض أجزائه يجوس فيها الأعداء، كما أن الدولة خرجت من هذه الحرب وهي خاوية الخزائن ضعيفة الموارد بفعل هذا التعطيل الذي صاحب تنمينها جراء الحرب، وتدمرت بناها التحتية وتعطل النشاط في معظم أرجائها، فضلا عن إنسانها الذي أنهكته الحرب فشردت وأهلكت وأفقرت الكثيرين بفعل هذا الفعل الإجرامي الذي مارسه عليه المعتدين حيث نهبت مقتنياته ودمرت حاجياته وتعطلت مواره وتوقف دخله.
كل ذلك ينتظر تلك الحكومة التي لا زالت تتحسس أقدامها وتحاول أن تضعها في اول الطريق الذي ستمضي عليه.
لذا فالمشهد متشابك وصعب في أن يتم تنظيمه وتجاوزه بين ليلة وضحاها، وإن كانت الآمال معلقة في حكومة الأمل وهو الإسم الذي إختاره لها رئيس الوزراء وهو يحاول أن يغرس الثقة والأمل في نفوس هذا الشعب بأن القادم أجمل.
قلت ذلك حتى لا يحاول البعض أن يسارع في وضع أحكامه على أداء حكومة لم يكتمل بنيانها بعد، ولم تمتلئ مقاعد مناصبها حتى الآن، وإن كانت خطوات رئيس الوزراء قد بدأت تدب في وضع الأسس التي يجب أن يسار عليها.
نعم أن المسؤولية جسيمة، لذا أتعجب في بعض من وضع فيهم رئيس الوزراء الثقة أن يبادروا بالاستقالة ويترجلوا حتى قبل أن يركبوا صهوة هذة المهمة، وإن كنا نرى أن الظرف الذي تمر به البلاد يتطلب التضحية والإقدام،من أجل عيون هذا الوطن ومواطنيه، فالتكليف هنا يقع في خانة فرض العين على من يتم إختياره لأية منصب، وإن كنت أعيب على رئيس مجلس الوزراء إختياره لشخصيات قبل أن يجري عليها البحث، أو حتى المشاوره، لأن إستقالة ذلك أو إعتذاره بعد أن يتم إختياره ويعلن، فذاك خصما في حق من إختاره، كما أنه يفتح الباب أمام الأقاويل والمتاجرين بالسياسة الذين ينتظرون ثغرات كتلك لينفذوا عبرها ، فالمؤهلات العلمية ليست كافية لإختيار شخص لشغر منصب، وإنما المعايير الوطنية قد تكون من أهم عناصر هذا الإختيار حتى لا يعتقد كثير من الذبن يتربصون بالسودان بإن تلك تندي عن مواقف سياسية وهلما جرا.
إننا بحق في مرحلة مفصلية في أن نكون أو لا نكون، وأحسب أن من المكاسب أن الشعب أجمعه بات على قلب رجل واحد، وملتف حول قضيته مما يساعد في إنفاذ أي برنامج يطرح للخروج بالبلاد من هذا النفق.
وأحسب أن القوات المسلحة والمساندة وإلتفاف الشعب حولها قد وضع أرضية يمكن ان تراهن عليها حكومة كامل ادريس في إنفاذ برامجها، فقط يتطلب منها الشفافية، والوضوح، وإعمال المساءلة، والعدالة، وقبل ذلك إستصحاب هذا الشعب في كل الخطوات التي تعتزم الحكومة أن تمضي عليها. وقتها يمكن أن تتنفس البلاد وتستنشق هواء التغيير الذي تنشده.
ولنا عودة..