سياسة

بمناسبة مرور 50 عاماً لزيارة الشيخ زايد للبلاد “السودانيون يسترجعون الذكرى…

بمناسبة مرور 50 عاماً لزيارة الشيخ زايد للبلاد “السودانيون يسترجعون الذكرى…
الخرطوم: سودان بور
للسودان في قلوب قيادة دولة الإمارات وشعبها، مكانة خاصة، راسخة على مرّ الأيام لا تتغير ولا تتأثر بتقلب الظروف ولا بتعاقب المتغيرات، فالعلاقات بين البلدين الشقيقين أخوية متينة وتتسم دائماً بالتعاون والتواصل والتكافل والتعاضد، في ظل حرص كبير من القيادة الرشيدة للدولة على رعايتها وتنميتها إلى أفضل المستويات التي تنعكس خيراً وسعادة على الشعبين.
جذور الروابط الخاصة بين الإمارات والسودان ضاربة في الأعماق فقد أسس لها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في سبعينات القرن الماضي، عندما زار الخرطوم في 20 فبراير 1972؛ لتكون تلك الزيارة فاتحة خير للعلاقات الثنائية، ومحطة انطلاق لمساهمات الإمارات في مشاريع التنمية والنهضة على الصعد كافة في أرض النيلين، التي تواصلت على مدى نحو 50 عاماً وما زالت تبشّر بالمزيد وتؤكد أن عراها لا تنفصم، وأنها ستظل مثالاً يحتذى به للتعاون بين الأشقاء، وأن أهل الإمارات على عهد الوفاء والمودة ولن ينسوا أن أول دولة اعترفت بقيام دولتهم واستقلالها فور قيامها كانت السودان، وأن أول رئيس زارها بعد التأسيس كان الرئيس السوداني.

شواهد كثيرة على محبة الإمارات واحترامها وتقديرها للسودان تعرفها أرضه الطيبة، أولها الطريق القومي الذي يربط الخرطوم بميناء بورتسودان الرئيسي على البحر الأحمر، الذي كان للإمارات دور رئيسي في إنجازه ليحدث نقلة تنموية مهمة تمثلت في ربط العاصمة بعدد من مناطق الإنتاج من ناحية، وكذلك جميع أنحاء البلاد بميناء التصدير من ناحية ثانية، يضاف إليه الكثير من المشاريع الحيوية والضرورية، التي أسهمت في ريّ ظمأ السودانيين، من خلال حفر آبار مياه الشرب، وإطلاق مبادرات التنمية في الأرياف والمناطق النائية، وتقديم القروض والمنح لتنفيذ المشاريع الخدمية والتعليمية، التي سهلت حياة الكثير من أبناء السودان وأسهمت في تحسين مستويات معيشتهم.
علاقات تاريخية
تقول ذاكرة التاريخ إن مجالات التعاون بين البلدين قديمة، حيث تأسست أولشركة عام ،1975 هي شركة الإمارات والسودان للاستثمار، ولها عدة مشروعات وكانت الشركةالأم لعدة شركات خرجت، منها شركة الإمارات والبحر الأحمر للاستثمار، أما جانب التواصل الانساني فقد وصلت من الإمارات للسودان، مساعدات مقدرة على مدى السنوات الماضية، خاصةالمساعادات الإنسانية لدارفور .
ويرى خبراء اقتصاديون إن التقارب في العلاقات الإماراتية والسودانية واضح،فهي علاقات تاريخية منذ أيام الراحل الشيخ زايد الذي كان يكن شعوراً خاصاً للسودان،وانتقلت العلاقات الآن من مرحلة العون إلى مرحلة جديدة هي الاستثمار، فالعون مداه قصير،أما الاستثمار فيستفيد منه السودان مستقبلاً وذلك بحسب كثيرون .
والشاهد أن علاقات السودان بالإمارات العربية المتحدة ، اتخذت منحا جديدا خلال السنوات الأخيرة، نحو التعاون والتقارب في شتى المجالات، خاصة ابان قطع الخرطوم علاقاتها مع إيران وغلق سفارة طهران في العاصمةالسودانية، معززة ذلك بمشاركتها بفاعلية في عملية عاصفة الحزم في اليمن في إطار .
وبالرجوع مرة اخرى لتاريخ العلاقات بين البلدين نجد أن السودان من أوائل الدول التي أعلنت اعترافها بدولة الامارات وذلك ابان استقلالها من بريطانيا حينها كان شكل الاستقلال من الانجليز يأخذ شكل كونفيدرالي و بهذا الإتحاد وقتها اعترف السودان بها إيماناً منه أن هذه الوحدة قد تكون نواة لوحدة أكبر في المستقبل؛ وهي الوحدة العربية التي كان يؤمن بها الرئيس الراحل جعفر نميري .
ماهو شكل الدبلوماسية الامارتية ؟
تبادل الزيارات
وحول العلاقات بين الدولتين، قال سفير الإمارات العربية المتحدة بالخرطومحمد محمد الجنيبي في تصريح سابق – لوكالة أنباء الشرق الأوسط .بالخرطوم – إن جمهورية السودان من أوائل الدول التي أقامت معها أبوظبي علاقات دبلوماسية
وأضاف أن الإمارات العربية المتحدة تعتبر من بين أهم الدول المضيفة لجالية سودانية، وهي جالية مرحب بها وذات كفاءة عالية، وتحظي بالتقدير والاحترام.
ثقافات متبادلة
وقال الجنيبي إن العلاقات الثنائية تمتد لتشمل التواصل الثقافي والرياضي والفني، كما أن هناك أنشطة مختلفة للجالية السودانية وجمعيات السودانيين بالإمارات،ومنها المهرجانات الفنية وغيرها، وتعتبر الإمارات بالنسبة للسودانيين وجهة مفضلة للسفر لأغراض السياحة أو التجارة.
الجنيبي ذاته عاد وأكد في الايام الماضية أن بلاده لن تنحاز لجهة ضد أخرى في السودان، تأكيدات الجنيبي هذي جاءت في سياق اجتماع عقده مع وفد تجمع المهنيين السودانيين،حيث اوضح الرجل موقف الامارات الداعم لأي اتفاق يصل إليه السودانيون. و قال الجنيبي إن الدعم الذي قدمته الإمارات هو للشعب السوداني ومن أجل تجاوز الصعوبات الاقتصاديةالحالية وليس انحيازها لجهة ضد الأخرى.
وعلى الصعيد الاقتصادي بين البلدين يقول الخبير الاقتصادي هيثم محمد فتحي إن العلاقات السودانية الاماراتية دائما ماكانت مميزة وازلية منذ حقب طويلة ، وأن الامارات لعبت دورا مقدراً في مشروعات التنمية في السودان وذلك من خلال الاستثمارات والمشروعات الكبيرة التي تبنتها ، وبحسب فتحي فإن الامارات تعتبر شريك اصيل في كل المشاريع الكبيرة في البلاد ، واضاف فتحي ، إن دولة الامارات دائما ماتحرص على تطوير وزيادةحجم التبادل التجاري مع السودان من خلال تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والتعاون المشترك مابين رجال الاعمال من البلدين والشركات والمؤسسات الدولية فيما بينها .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق