سياسة

حميدتي يضع الكرة في الملعب ويغازل الاتحاد الأوروبي وواشنطن بمصالح السودان

حميدتي يضع الكرة في الملعب ويغازل الاتحاد الأوروبي وواشنطن بمصالح السودان
الخرطوم: سودان بور
في ظل تجاذبات القوى السياسية فيما بينها بسبب فقدان الثقة وعدم رغبتهما التفاوض مع بعضهما البعض، كشف رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس لصحيفة المانية إن الاقتصاد السوداني في طريقه للانهيار والأمن ما عاد مضمونا وأجزاء من البلاد تسودها تقريباً فوضى سياسية، والخدمة المدنية لا تعمل بالمقابل هناك احتجاجات مستمرة ضد هذه الأوضاع الراهنة.
هنا سكت رئيس بعثة يونيتامس فولكر عن الحديث المباح، ولا مستثمرون يأتون إلى السودان ولا توجد قدرة حقيقية للدولة الحكومة التي يمكن أن يتفق عليها الجميع من المرجح ان تجلب الإستقرار.
تزامن تصريح فولكر بيرتس للصحافة الأوروبية بإن الاقتصاد السودان في طريقه للانهيار هو السبب الرئيسي وراء مغادرة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو الخرطوم وبمعية وفد رفيع المستوى من الوزراء إلى موسكو بالرغم من المخاطر التي لاحت في الأفق بنشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا لكن من أجل المصالح العليا للبلاد ووقف انهيار الدولة قدمت الأرواح في سبيل ذلك.
القائد حميدتي كان يقود ماراثون مفاوضات جوبا لسلام السودان بحكمة ولم ينتظر السماء تمطر ذهباً في الوقت الذي تغلب اليأس العميق على الكثيرين من السودانيين بل وصف البعض حميدتي بالجنون وقالوا إن الزيارة جاءت في زمن غير مناسب وقد تدخل البلاد في مواجهة مع حلف الناتو ، فيما ذهب البعض الآخر أن حميدتي قلب الطاولة على الجميع ووضع الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا بين مطرقة دعم السودان وسندان دول البركس.
ولكن الإجتماعات المارثونية مع وزيري الخارجية والدفاع الروسي وبيوت الاستثمار الروسي ووزراء الوزارات وتوقيع اتفاقيات لجلب الاستثمارات الروسية بدأ الرأي العام السوداني يقرا ويتفهم الأبعاد الاستراتيجية للزيادة على الصعيدين الدولي والإقليمي.
ويرى الخبراء الدبلوماسيون ان زيارة محمد حمدان دقلو لموسكو كشفت بجلاء تقاطعات المصالح الروسية الأمريكية في السودان، وان الضجة حول زيارة موسكو في ظل إرهاصات الحرب في أوكرانيا ما هي إلا حملة من امريكا والاتحاد الأوروبي لفرض إملاءات وشروط عبر الإعلام الغربي لتحجيم السودان من التفاؤل مع محيطه الإقليمي والعالمي وبناء شركات جديدة على إطر الندية وليست على التبعية العمياء.
ويضيف الخبراء من الطبيعي ان يأتي السؤال من قبل الاتحاد الأوروبي يطلب من الخارجية السودانية توضيح موقف الحكومة من الأزمة الروسية الأوكرانية ومغزى زيادة حميدتي لموسكو للبحث وما هي الضمانات التي تطمئن الدول الأوروبية ان مصالحها لا تتضرر مستقبلاً في التقارب الروسي السوداني.
ويقول الخبير في العلاقات الخارجية بمنبر المجتمع الدارفوي دكتور على يحى ان الحديث الذي أدلى به حميدتي بعد عودته إلى البلاد أن الهدف من الزيارة هو البحث عن مصالح السودان أولاً وحق الشعب السوداني في التنمية المستدامة ثانياً،وحقه في الحصول على القروض من مؤسسات التمويل الدولية لتحريك الاستثمارات في الزراعة والثروة السمكية والطاقة المتجددة والتعدين والصناعة لحل الأزمة الاقتصادية.
ويؤكد الخبراء ان حميدتي أزال كافة المخاوف بدعوة جميع السودانيين التحلي بصوت الحكمة والعقل والعودة للتفاوض من أجل المصالح العليا للوطن بقوله “أوقفوا المظاهرات وعودوا للحوار” ، في إشارة إلى أن العسكريين جزء من الشعب السوداني و مافي زول يرفض الحوار ونمد أيدينا بيضاء للِحوار والتوافق اليوم قبل الغد”.
وأعرب المراقبون عن المشهد السياسي الراهن في السودان أن حميدتي ارسل رسائل بعد عودته من موسكو فك بيها الاختناق السياسي والانسداد فى الأفق وطمأن مصالح الجميع في السودان ومصالح الشعب السوداني طالما لا تهدد الأمن القومي السوداني وتعود بالنفع على البلاد الذي يبحث عن مخارج للأزمة السياسية والاقتصادية

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق