سياسة

المجتمع الدولي .. إنحياز فاضح ومدنية مزعومة

المجتمع الدولي .. إنحياز فاضح ومدنية مزعومة
الخرطوم: سودان بور
دعت مجموعة السبع الفاعلين السياسيين في السودان كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإتفاق على قضايا التفاوض الرئيسة من أجل إستعادة الحكم المدني، وفي ذات الوقت طلبت من الجيش إظهار أفعال تؤكد إلتزامه بالتحول الديمقراطي وقال وزراء خارجية الدول السبع الكبرى في بيان مشترك عقب نهاية إجتماعهم في ألمانيا، ووزعته السفارة البريطانية في الخرطوم، إنهم يواصلون الدعوة للعودة لإنتقال يقوده المدنيون نحو الديمقراطية والسلام الشامل في السودان.
ورهنت المجموعة إستئناف الدعم الإقتصادي وتخفيف الديون الدولية ومساعدة السودان في حل أزمته الإقتصادية، بإستعادة حكومة مدنية ذات مصداقية، مؤكدين أن هذا أمر ضروري للسماح بإستئناف الدعم الإقتصادي وتخفيف الديون الدولية لمساعدة السودان ورحبت المجموعة بتعاون بعثة الأمم المتحدة في السودان يونيتامس والإتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية إيقاد، في الوساطة والتسيير المشترك للعملية السياسية التي يقودها السودانيون. وأضافت: (نشجع جميع الجهات الفاعلة على مواصلة الإنخراط في المرحلة التالية من العملية، نحو حل الأزمة وتحقيق سودان بقيادة مدنية).
من جانبه طرح المحلل السياسي محمد سعيد تساؤلات حول من يرفض الدولة المدنية؟ ومن يرفض الإنتخابات التي تأتي بالديمقراطية والدولة المدنية؟. وأكد محمد أن حديث المجتمع الدولي يجافي الحقائق على أرض الواقع لأن المدنيين هم من يرفضون الإنتخابات وهم من يطالبون بزيادة أمد الفترة الإنتقالية وهم من يعرقلون مساعي تشكيل الحكومة المدنية وقال محمد إن كان المجتمع الدولي جاد في التحول المدني الديمقراطي في السودان عليه أن يحث الأحزاب والمكونات المدنية بالمساعدة في إقامة الإنتخابات والإعداد لها لتقام في العام 2023م وبعدها لكل حادث حديث.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن ضغط المجتمع الدولي على المكون العسكري وتغاضيه عن أخطاء المدنيين فيه تحيز واضح يؤكد أنه غير جدير بالتدخل في الشأن السوداني حتى وإن كان عبر الوساطة أو التسهيل وأكد الخبراء أن ما يحدث الآن في السودان هو دعم بعض العملاء الذين ينفذون أجندة مشبوهة وتتم المحاولات المستميتة لإعادتهم إلى كراسي الحكم بشتى السبل. وأشار الخبراء إلى أن فشل خطط إعادة بعض الشخصيات والكيانات إلى الحكم أنتج ضغطاً على المكون العسكري الذي يتعامل مع الأحداث والتطورات بعيون مفتوحة.
وطرح الخبراء عدة تساؤلات حول الدول السبعة نفسها التي أصدرت هذا البيان وأطلقت التهديدات والوعيد. فماذا عن كندا التي تعمل على إبادة ذوي الدخل الضعيف والمحدود حتى لا يكونوا عبئاً على ميزانيتها؟. وماذا عن الدول التي فقدت سلطتها كالمملكة المتحدة التي إنعزلت عن العالم وصارت تبحث عن ما يعينها على النهوض؟. وقال الخبراء أن هناك إنتهاكات لحقوق الإنسان داخل الدول السبعة وبالتالي فهي غير جديرة بالحديث عن ما يحدث في السودان ومن الأفضل أن يعملوا على حل مشاكلهم قبل أن يأتوا للحديث عن مشاكل السودان.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق