رأي

محمد عبد الله الشيخ يكتب في نصف رأي: العودة… الآمال من ركام الالآم بأمر الجيش والاخيار

محمد عبدالله الشيخ
نصف رأي

العودة الآمال من ركام الالآم بأمر الجيش والاخيار

لا أدري علي اي حال امسي حالي حيث تتناقض بين الفرح والحزن مشاعري حيث غادرتني عائدة الي دارنا امي العزيزة الغالية دفء روحي وطمأنينة قلبي ومفتاح رحمة الله علي عيوني التي ابصر بها الاشياء واهتدي بها امرأة هي استثناء في كل شيء تغدق علينا من حسنها وجمال روحها وحلو انسها بسرديات دقيقة نتحلق ونلتف حولها فننسي كل هم تعرف شقيقتي الكبري(سامية) كيف تستدرجها وهي تتعمد الخطأ في نسب وسيرة أهلها من جبل موية حينها تستعدل في جلستها كقصاص مجيد لاتترك صفة ولا خصلة كريمة الا ونسبتها إليهم ونعتتهم بها حتي بات هذا الحب والاعتزاز مقروسا فينا وصار لغب(ود الجبل ) احب الي هي شديدة الاعتزاز برقي جدتها لابيها (آمنة ) واجادتها للفطائر والمخبوزات التي جاءت بها من مصر وهذه قصة اخري تطول عن جد العمارنة وهجرته وكرامات استشهاده في صفوف جيش ودالنجومي. كل هذا الإنس الراقي والتاريخ الغني افتقده بعد ان عشته واستمعت به كاطول فترة من حياتي اكون الي جوار امي (مياسة بت مصطفي) بهذا العمق التاريخي يمتد حزني وبذات القدر انا فرح ان اعادها الله الي دارها بالفريجاب هي وشقيقاتي مها وفاطمة وبناتها وزوجها عادوا بعد عام ونصف من طرد المليشيا لهم في رحلة من الرهق والمشاق بداتها امي العزيزة في كامل صحتها وعافيتها بدات بالكريمت المغاربة لأهلها ورجالها خالص التحية وكل التقدير ثم استقر بهم المقام وسط حفاوت وترحيب الاهل بجبل موية فعادت امي عالية الروح وسط وقد تناست كل شيء ولكن لم يهن علي المليشيا الغادرة الحاقدة ان تعيش امي وامثالها في ظروف كبر السن ووهن العظم فجروا الاهل واخرجوهم من جبل موية الي (كجيك) ثم الدندر حيث حمدت الله ان جمع شملي بالاسرة وبعد اجتياح الدندر ضاقت خيارات الارض فجاء تدبير السماء لنشكر فضل الله ومن ثم الدكتور الإنسان (الصادق محمد عمر) وحرمه المصون المربية الواصله حفظها الله واغدق عليها من نعيمه وحفظها وابنائها بنتنا (غادة عبدالله الطيب) فجاء اتصالها علي شقيقتي الكبري ( سامية) بالتوجه الي دارها العامرة بالواحة بام درمان فكانت واحة واستراحة جمعت شعثنا ولمت شملنا والأسرة بكل فروعها شقيقاتي الثلاثة وابنائهن وأبناء شقيقي (ذوالنون) فاستقر بنا الحال لا ينقصنا سوي حميم العيش وسط الاهل وما أصاب من نقص الأنفس برحيل اعزاء منهم في رحلة البحث عن النجاة حتي فجعنا برحيل (عبدالمنعم)زوج شقيقتي (مها) الذي رحل في صمت وهدو كما كان يعيش غير مشغول بسيرة احد هكذا تعود اليوم امي وشقيقاتي الي الدار بعد هذا العناء والرهق يعدن الان ليتجدد حزن الفقد الجلل والعزاء فيمن مضوا من أبناء العمومة وسائر الاهل تعود امي اليوم امي منهكة الصحة وتعود (مها)لتتلقي العزاء من أشقاء وشقيقات المرحوم (عبد المنعم) يعودون اليوم ولن يأتي اليهم اخي محمد الحسن كاول من يحضر للسلام ولن يجدو اختي زوجته (السرة ) ولا اخي( دفع الله ) بعد رحلوا رحيلهم الابدي لن يذهبوا ليجدو اخي (عبد الله البشري ) ولا اخي( يوسف ) لن تسمع امي صوت (عابدين) وهو يناديها من بعيد (بت مصطفي )(البن) ولكن رقم كل هذا الركام أشعر بالفرح لاكتمال عودة الاهل واجتماع الشمل بالفريجاب الحبيبة كل يعانق أمانيه في دار شبه خالية الا من اليقين وقيمة التراب وعزة الوجود بين الاهل عادت امي واسرتي اليوم لتكون الهزيمة الحقيقية للمليشيا بانتصار قيم هذا الشعب والخروج النهائي والابدي للمليشيا من وجدان وذاكرة الشعب السوداني ، اليوم تتبدل الخانات والمآلات ليفرح هذا الشعب ويفاخر بقواته المسلحة والخيرين من رجاله ونسائه من اعادوا الية أمنه وعزه وكبريائه يزرف دموع الفرح وتبكي المليشيا حسراتها وخيباتها وكل ما خسرت من دنياها بافعالها الاثمه وآخرتها التي خربتها بما اعتدت علي الأبرياء الذين عادوا ليتذوق اوباش المليشيا علقم التهجير ويعيشون الفزع الذي عاشه اهلي الذين عادوا بينما تتساقط المليشيا بالموت الذي اختاروه لأنفسهم بذات البشاعة التي قتلوا بها الابرياء نعم عاد كل المهجرين من فيض كرم الخيرين ومباردراتهم التي هزموا بها قبح المليشيا عبر العودة الطوعية هي ليست مجرد عودة وانتقال الي الديار لكنها عودة لقيم ومكرمات هذا الشعب والخير المدخر فية التي عملت المليشيا لدثرها وقبرها فقبرت المليشيا نفسها وبقيت قيم الخير تنمو وتصعد في هذا المجتمع لم يجوع فيه نازح ولم يبيت احد في العراء ولم تنصب لهم مخيمات تقاسم الشعب الشح والعدم ويمضي المشهد في التجلي والرسوخ القيمي لتخرج اليوم ثلاثة عشر بص من ام درمان الي مدني دون ان يتكلف عائد قيمة مقعد او متاع مهما ثقل بل عادت النساء بالهدياء من الثياب والمفارش والمصاحف في شهر القرآن لتعود كل هذه الجافل كما عادت فرحة مستبشرة علي غير ماحضرت به من حزن وقهر خرجت هذه الرحلة وقبلها آلف الرحلات من شتي البقاع وستتواصل العودة الي الديار وترتفع الاكف بالدعاء لاصحاب هذه المبادرات وبنصر القوات المسلحة التي بامرها وكلمتها جعلت كل المستحيل ممكنا وكل حلم حقيقية من يصدق ان يصل خلال اربعه ساعات من ام درمان الي مدني بعد ان كانت الرحلة تقطع في خمسة أيام هذا اذا سلم المسافر ماذا غير الدعاء لاهل هذه المبادرات من السيد الانصرافي هذا السهم القاتل للمليشيا وصاحب الجهد الوافر والعطاء الابرز والدور الاشهر واحد كلمات السر في معركة الكرامة له وللسيد رجل الخير والبر والإحسان سعد بابكر خالص الدعاء وان يخلف الله عليهم بالخير والبركة والنماء وان يعلي شأن جهاز المخابرات ويمكن له في الأرض فهو الشريك في العودة كما كان ومازال شريك النصر واحد مفاتيحه
هكذا بامركم وكلمتكم أبطال الكرامة عاد الأمن والأمان وسيعود كل ما اقتصب ويكتمل كلما انتقص وينهض السودان ويخلد التاريخ خوارق بطولاتكم شكرا لك مؤسسات بلادي ورجالها الخيرين وجيوشها بعدد ألوانها شكرا لدعمكم السخي ووطنيتكم العالية دعمت الجيش ووقفتم في صفه وكنتم من خلفه حتي انتصر وقفتم مع الشعب اطعمتم جوعه واويتم المشردين حتي عادوا بكم استقامت الحياة واعتدل كل ما اعوج حتي عادت نضرة البلاد بأخلاقها وقيمها تتصدر العالم وتبهره وهذا هو السودان لاتزيده الآلام الي قوة ولا الشدائد الا تماسكا

هذا مالدي
والرأي لكم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى